الثلاثاء، 30 أبريل 2013

خبطة أمام الكاميرا !!!

http://www.whatsapp.com/download/
افتح هذا الرابط وانظر ماذا سيحصل في النهاية
لم أرَ وقفة أمام الكاميرا بهذا الشكل من قبل
يبدو أن الرجل قد (فرطت أعصابه) من إعادة الوقفة ففعل ما فعل!!

برنامج "كيك" وتأثيره علي المجتمع الخليجي - منصة الوسائط المتعددة

عندما سألت أحدهم عن سبب الإقبال الكبير من قبل الخليجيين على موقع كيك كان الرد بأن الخليجي يحب أن يجرب كل جديد ..
الفضول الذي يدفع إلى التجربة هو شيء إيجابي إذا كان الاستخدام صحيحاً، ولكن في برنامج "كيك" تراوحت الاستخدامات ما بين الإيجابية والسلبية لتطرح العديد من التساؤلات حول هذا البرنامج وعن الدوافع التي أدت إلى تقديم الخليجي نسبة كبيرة من محتواه.

# ما هو "كيك"؟



هو برنامج مصغر عن يوتيوب أطلق في سنة ٢٠١١، اقتحم ساحة شبكات التواصل الاجتماعي ليحقق نجاحاً باهراً في شتى أقطار العالم لتتصدرها دول الخليج فتحتل السعودية المرتبة الأولى عالميا في استخدامه. تكمن فكرة هذا البرنامج في التدوين عبر الفيديو في مدة اقصاها ٣٦ ثانية.



# آراء الشباب الخليجي حول البرنامج

تفاوتت الآراء الخليجية عن هذا البرنامج، فمنهم من يراه مسلياً لاحتوائه على مقاطع مضحكة، ومنهم من يراه بلا فائدة و أنه مضيعة للوقت وأنه يحوي العديد من المقاطع التي تشوه صورة المجتمع الخليجي لما يتخلل هذه المقاطع من سلوكيات منافية لعاداته وتقاليده.



# مشاهير "كيك"


هناك أسباب عديدة ساعدت على انتشار هذا البرنامج في الخليج العربي، كان أولها استخدام العديد من المشاهير الخليجيين له مثل الفنانة الإماراتية بلقيس أحمد فتحي والتي تحتل المرتبة الخامسة والثلاثون في ال "Top 100" في الموقع لتليها الفنانة الإماراتية الشابة شما حمدان في المرتبة السابعة والثلاثون ليأتي بعد ذلك السعودي بدر صالح في المرتبة الأربعون والذي حقق برنامجه "إيش اللي" عبر قناته على يوتيوب نجاحا باهراً.







#كيك ليس فقط للمشاهير!

ولكن "كيك" لم يكن منصة تلمع فيها فيديوهات الفنانين فقط، فقد تصدر العديد من أصحاب المواهب ليسبقوا الفنانين في عدد المتابعين ويحققوا شهرة كبيرة عن طريقه، حيث احتل السعودي "سيلفر" المرتبة الخامسة عالميا في عدد المتابعين على هذه الشبكة.

 في حالة "سيلفر" كيك هو العراب لموهبته في تقليد الأصوات الكرتونية، ومن خلال صوته المميز الذي استقطب العديد من المتابعين استطاع  أن يسلط الضوء على العديد من القضايا.





ومن الشخصيات التي برزت أيضاعن طريق كيك لوجين الهذلول حيث احتلت المرتبة الخامسة عشر على مستوى العالم، وهي فتاة سعودية ناقشت العديد من القضايا التي تخص مجتمعها رغم بعدها عنه، فأثارت الجدل حول العديد من المواضيع الشائكة في المجتمع السعودي بأسلوب بسيط، ولكنها في نفس الوقت لاقت العديد من الانتقادات على مواضيعها.




# لماذا يتصدر الخليجيون المراتب الأولى ؟

الأستاذة ديمة الخطيب، مراسلة وصحفية، و من أبرز الشخصيات العربية على تويتر لعام ٢٠١١، والأستاذة في كلية الإعلام في الجامعة الأمريكية في دبي، جاوبت عن هذا السؤال في هذا اللقاء.



#أكثر المقاطع انتشاراً .. هي المقاطع المضحكة

كيك لبعض الناس هو منبعاً للضحك، فقد امتلأ محتوى البرنامج بالعديد من الفيديوهات المضحكة والساخرة، فلم يكتف البعض بالمشاهدة والضحك ولكن تففنوا بالرد على بعض المقاطع المضحكة بمقاطع ساخرة.





هنا كان الرد عليه .. 




و هنا أيضاً ..




وفي النهاية .. قد يعتبر هذا البرنامج مرآة تَعكِسُ الواقع الذي لربما حاول البعض إخفاءه بسترة العادات والتقاليد ... 

تقرير الوسائط المتعددة - الخوف من موضوع التأشيرات السورية في الإمارات

بعد إجراء بحوث عن موضوع تأشيرات السوريين في الإمارات و بعد متابعة المستجدّات عن الموضوع و تعبيري عنه في نص مكتوب و تقرير إذاعي و تقرير تلفزيوني، شعرت بالحاجة لأن أكتب عن الخوف الذي كان يحاصر موضوعي و عناصره. مع أن موضوعي كان واقعيا جدا و لا يحتوي أي آراء، إلا أن الظهور أمام العدسة و نقل حقيقة الوضع أخاف كثير من المعنيين في التقارير. قد يكون هذا الأمر عاديا بما أن هذا تقريري الأول عن موضوع بهذه الجديّة، لكنّه فعلا جدير بالنشر. الخوف، كان موضوعا بحد ذاته.
مقدّمة للخوف:
قابلت و تحدث مع شخصيات كانت قصصهم توصل رسالة الموضوع بشكل أجمل و أقوى من الذي أعددته في تقاريري، و لكن الخوف سيطر على الكثير منهم و لم أستطع نشر قصصهم بأي شكل من الأشكال.

الخوف من عدسة الكاميرا:
"التقرير مكتوبا؟"
"نعم"
 "تستطيعين مقابلتي في..."
"ماذا إن أردت تصوير المقابلة لاستخدام آخر؟"
"لا لا لا طلعيني من الموضوع خلص ما عد بدي"
هذا هو الحوار الذي دار بيني و بين ه.ك عندما طلبت مقابلته لنشر قصته الشيّقة، بالرغم من أنّه لم يعارض نشر اسمه الكامل و معلوماته و قصته في الصحافة المكتوبة إلا أن ظهوره على الكاميرا لم تكن فكرة مقبولة. هل هذه ظاهرة؟ لا أدري، لكنها حقا مثيرة للاستغراب.  

الخوف من موضوع التقرير:
أ.ح، هو شاب سوري في أوائل العشرينات، مقيم في الإمارات منذ ولادته. أكمل أ.ح تعليمه المدرسي و الجامعي في الإمارات، و في هذه الأثناء كانت إقامته منسوبة إلى إقامة والده و من ثم إلى الجامعة بنفس ترتيب الكتابة. ذلك لأن الأب الوافد يستطيع ضمان إقامة ولده (الشاب) حتى الثمانية عشر من العمر فقط كما في قانون الإمارات. بعد حصوله على شهادة هندسة إعمار، حاول أ.ح العمل مرارا و تكرارا ، و لكن لم يحالفه الحظ، إذ أن وقت تخرجه كان في وقت اشتداد الأزمة السوريّة، و كما في موضوعي، معظم طلبات الإقامات للسوريين ترفض.
راسلت، عبر رسائل الهاتف، أ.ح في آخر مدة من إقامته في الإمارات و قد أصابته حالة من الاكتئاب و اليأس، فهو مضطر للمسافرة إلى بلد غريب، بعيد عن أهله، لعدم قدرته على العودة إلى وطنه.
ذكرت موضوع تقريري له، و سرعان ما رفض كليّا الفكرة، مع أن نشر قصته قد ينصفه. عرضت على أ.ح أن لا أظهر وجهه في التقرير، إلا أن في هذه اللحظة، توقف عن مراسلتي.

الخوف على أنفسهم:
الكثير من السوريين في الإمارات رفضوا كليّا التحدث عن هذا الموضوع، و حتّى مدير وكالة مطار الشارقة للسفريات كان متكتما جدا في مقابلتي معه إذ أنّه جعلني أشكّ بأن موضوعي خطر. لنشاهد معا مقابلتي معه و نلاحظ التردّد .

الخوف عليّ كمعدّة التقرير! :
خوف ما قبل التقرير:
ردة الفعل الأولى عندما علم كل من يعرفني بإعدادي لتقارير عن هذا الموضوع كانت سلبية، و نصحت أكثر من مرة أن أنسحب و أختار موضوعا آخر.
خوف ما بعد التقرير:
بعد إكمالي للتقرير التلقزيوني و نشره على صفحتي في أكثر من موقع للتواصل، و لدهشتي، حصلت على كثير من التعليقات (لا أدري إن كانت ساخرة أم جديّة) تقول بأنّني "سأتسفّر" خارج البلاد إن رأى أحد من السلطات تقريري!

أمّا في الطرف الآخر، اللا خوف لأقصى الحدود:
نورا المصري، سيّدة التقيت بها في قلب الحدث، كانت تجلس في مطار الشارقة تنتظر جواز سفرها الضائع و تقسم أنها حال ما تحصل عليه ستحجز تذكرة و تعود إلى حلب. حدّثتنا نورا عن كلّ ما في قلبها حتى أنها خرجت عن الموضوع قليلا نظرا لقهرها من الحال.
لكن.. هل لاحظتم بأنها تلبس النظارات الشمسية و هي داخل المطار...؟

في مثل هذه الحال، و في تقرير كهذا لا يعرض إلّا حقيقة تعتبر معلومة عامة لمن  يقطن في الإمارات، يبقى هناك تفسيرا واحدا لكل أنواع الخوف و هو أن الشعب قد أصبح متأهبا لمواضيع قد لا تغضب السلطات العامة نظرا لشراسة دكتاتورية بعض الأنظمة التي كُشفت على المدى مؤخرا. 

تقرير الوسائط المتعددة: هوس الماركات – مي عبيد



تقرير الوسائط المتعددة: هوس الماركات – مي عبيد

يشتهر طلاب الجامعة الأمريكية في دبي بارتداء الماركات العالمية؛ فهي واحدة من أغلى الجامعات الموجودة في المدينة، وأغلب من يرتاد هذه الجامعة هم طلاب من الطبقة الراقية. ولذلك قمت بعمل أول تقرير لي عن هوس الطلاب بالماركات العالمية.

في مقابلات تقريري الإذاعي والتلفزيوني مررت على العديد من الشخصيات التي تستهلك الماركات في الجامعة، وقد كان فيها المعتدل في استهلاكه والمسرف حد الهوس. قبل البدء بالمقابلات ظننت أنني لن أحصل على معلومات جديدة تدهشني فقد كنت أعلم مسبقاً عن هوس الطلاب بالماركات لكن في مسيرة مقابلاتي اكتشفت العديد من الحقائق الصادمة والتي أثبتت لي أن بعض الطلاب لديهم هوس بالماركات حقاً.

سارة والمبالغ الخيالية

خمسة عشرة ألف درهمًا كان ثمنًا لما ارتدته سارة عيسى إحدى طالبات الجامعة الأمريكية في دبي في مقابلتها الأولى  معي للحديث عن هوسها بالماركات العالمية، ونظراً لوجود خطأ فني تم إعادة التصوير مرة أخرى. و كانت المفاجأة بقدومها هذه المرة بثياب يصل ثمنها إلى اثنان وثمانون ألف درهمًا، أي ما يعادل ثمن إيجار شقة في دبي لمدة سنة كاملة. ذكرت سارة أنها قد نشأت منذ الصغر على استهلاك الماركات. وعلى الرغم من ذلك رفض والديها شراءها للحقيبة التي أرادتها، والتي يبلغ ثمنها سبعة آلاف ومئتان وخمسون درهماً مما دفعها للتوفير من مصروفها اليومي لكي تقتنيها.

أول مقابلة مع سارة:


ثاني مقابلة مع سارة :





جوانا و الهوس الستاربكسي

تصل حالات الهوس بالماركات العالمية لدى بعض طلاب الجامعة لتشمل الاهتمام بماركة واسم المقهى الذي يرتادونه، وكثير من الطلاب يفضلون أرتياد مقهى ستاربكس الموجود في الجامعة على الرغم من أن أسعاره أعلى من أسعار نظائره في الجامعة. وعندما قمت بالبحث عن شخص مهووس بستاربكس  البعض عثرت على جوانا جميل والتي نصحني العديد من الناس بأجراء مقابلة معها كونها مهوسة بمقهى ستاربكس. ترتاد جوانا ستاربكس مرة أو مرتين خلال اليوم الواحد. وترى جوانا أن لكوب ستاربكس ملمساً خاصاً، وشكلاً مميزاً مما يشعرها بأنه مكملاً لأناقتها اليومية في دوامها الجامعي. لا تستطيع جوانا قضاء يوم واحد بدون كوب ستاربكس، كونه يلعب دوراً مهما في اعتدال مزاجها. جوانا قالت لي وبكل صراحة أنها مستعدة للتأخر على محاضراتها الجامعية لأحضار كوب ستاربكس لأنها بدونه تشعر وكأنها "مش لابسة بلوزة".
مقابلة جوانا:




بيئة الجامعة تفرض علينا الماركات

في عملية بحثي عن المهوسون بالماركات في الجامعة عثرت على الطالبة ديما أبو سمرة التي لم تكن الماركات من اهتماماتها قبل دخولها الجامعة. لكن اليوم أضحت الماركات العالمية على قائمة أولوياتها والسبب في ذلك هو أجواء الجامعة التي فرضت عليها ذلك لتتمكن من التأقلم مع من حولها. و ضمت سارة صوتها إلى ديما  مؤكدة على أن بعض الطلاب في الجامعة ينظرون نظرة دونية للطالب الذي لا يرتدي الماركات.

مقابلة ديما أبو سمرة:



مقابلة سارة:



الماركات والأفكار

أخر مقابلة لي كانت مع خبيرة التسويق ليلى مشعل والتي أطلعتني على أن السبب وراء الاسراف في الاستهلاك بالماركات في الجامعة الأمريكية في دبي هو وجود هؤلاء الطلاب في مدينة دبي التي تمتلأ أسواقها بمحلات الماركات  التي تتبع استراتيجيات خاصة لجذب المستهلك الذي يحب الأناقة والفخامة من خلال بيعها لبضاعة تروج لأفكار معينة.  فعلى سبيل المثال تجد الماركة الفلانية تقنعك بأنك بشرائك رداءً منها ستصبح أنيقاً  أو جذاباً مما يشجع المستهلك على شراء هذه البضاعة لأنه يريد تبني الفكرة وأظهرها لمن حوله.

مقابلة خبيرة التسويق ليلى مشعل:




نهايةً على الرغم من أنني وجدت الكثير من المعلومات المثيرة للدهشة إلا أن أكثر المعلومات التي علقت في ذهني هي معلومة بيع الأفكار مع البضائع  فقد ولدت هذه المعلومة في ذهني سؤال، هل تستحق تلك الأفكار التي تباع مع الماركات أن يدفع المستهلك تلك الأثمان الباهظة لكي يقتنيها؟ وهل المستهلك عاجز عن عرض أفكاره التي يتبناها بطريقة أخرى أكثر أبداعاً من  شراء الماركات؟ هنا يكمن السؤال ولدى محبي الماركات الإجابة

"كرسي الاعتراف" شيّبني! - منصة الوسائط المتعددة


فعلاً، لم أدرك يوماً بأن مهنة الصحافة قد تكون بهذا الحجم من الصعوبة. حذّرني الكثير من الموضوع الذي اخترته لهذه المادة، فمنهم من أشار إلى التورط مع السلطات المسؤولة عن التوفل و التعليم بشكل عام، و منهم من حذّرني من صعوبة تغطية الموضوع عملياً و لوجستياً، إلا أنني لم أكترث. أو بالأحرى،  من شدة حماسي لإنجاز أول تقرير صحفي لي في حياتي، قررت أن أقبل التحدي، وآآه، أي تحدي!
 

معاناتي الأولى: من سيعترف؟

طبعاً، بدأ مشوار الصعوبة بأهم محطة، وهي العثور على من سيقبل الاعتراف بشراء شهادة التوفل ليس فقط للمنصة المكتوبة، بل للراديو، و أمام العدسة. صدقوني، بدأت مشوار البحث عن أشخاص لتقارير المنصات القادمة منذ الأيام الأولى للفصل، حتى قبل تسليم المقالة المكتوبة! فأود أن تسمحوا لي أن أشارككم بعض القصص و الحوادث التي مررت بها.
 

القصة الأولى: كان أول من حاولت معه هو ذات الشخص الذي لفت نظري للظاهرة بأكملها و بالتالي المساهم الأكبر لسبب اختياري للموضوع، حيث زرع فيّ الاهتمام الشخصي... إنه حمد.

حمد ع. اتصل بي هاتفياً منذ بضعة أشهر و قال: "مرحبا يالمزيونة، شخبارج، سمعي، أنا حمد ع.، و يبت رقمج من ربيعي لأن قللي إنك، ماشاء الله، نجحتي في التوفل من أول مرة، بدرجة عالية وايد، "by the way" صدج؟ (صدق؟) إنزين ما علينا، شرايج تمتحنين التوفل عني و عقب يوم تنجحين، بعطيج حقج و إنتي حطي الرقم اللي تبينه، بس ما تزوديناه وايد علينا، يعني 6000 درهم حلوين، لاه؟ شو قلتي؟ ............................. آلو؟؟ آلو؟ إنت وياي؟"

 

صدمة.

 
كانت هذه صدمة لا مثيل لها، أخذتني على الهول. من هنا، قررت أن أتبنى هذه المسألة، و طبعاً لا داعي للذكر أنني حينما بدأت البحث عن شخصيات و على الفور اتصلت بحمد، و شكرت الله أنه رد على المكالمة،  ردّ و نار الاستياء يكاد يصل لهيبها إليّ،  فقد كنت قد رفضت طلبه مسبقاً رفضاً قاطعاً و قاسياً مشبعاً بنوبات توبيخ لضياع الأخلاق. طبعاً، بعد إنهائه للمكالمة (في وجهي)، ضحكت لسذاجتي.. كيف أفكر أنه سيخدمني، و في خدمة "خطيرة" كهذه، و أنا لم أخدمه أصلاً؟!

لم أيأس. كنت أقول، "مازلت، يا ساندي، في بداية المشوار. لا مجال لليأس." و شكراً لشحنات التحفيز المعنوية من أستاذتنا ديمة الخطيب، فواصلت البحث.

 

القصة الثانية: بينما كنت أتحدث مع أصدقائي عن الموضوع أملاً في العثور على شخصيات لتقريري، حصل ذلك. وجدت كبش الفداء. ولكنه، محمد و صديقين له، رفضوا الظهور أمام العدسة. 

لذلك، و لتفادي موضوع "الاعتراف" هذا، قررت تأجيله للمنصات القادمة، فربما يحتاج وقتاً أطول. 

قررت البحث عن هؤلاء الذين يجلسون للتوفل بدلاً من غيرهم. تذكرت زميلتي نادية في المدرسة الثانوية التي كانت تقوم بهذا العمل في أيام الدراسة. فوراً، اتصلت بها و استفسرت، فأفصحت لي عن معلومات خطيرة، و عندما طلبت منها تجسيل المكالمة، رفضت الإفصاح عن كل المعلومات التي قالتها سابقاً. آآآه كم تمنيت أن كنت قد سجلت المكالمة!

طبعاً، إنني أمزح. فأنا أدرك جيداً كل تفصيل من تفاصيل أخلاقيات هذه المهنة الشاقة.

القصة الثالثة و الأخيرة:  قبل تصوير المنصة التلفيزيونية بأسابيع، كنت مازلت في عملية البحث عن شخصيات، أسميتهم، "المعترفين بالجريمة". و سبحان الله، من حيث لا أدري، حدث ما أريد. بينما كنت مع أصدقائي في الكافيه أمضي بعض الوقت يوم الخميس، تحدثنا في الموضوع، فقال لي أحدهم: "بتعرفي أنو نص رفقاتي شاريين الامتحان؟ ياخي وين عايشة إنتي..." و هنا، جاءتني الرزقة! فزع قلبي فرحاُ و طلبت منه أن يعرفني على هؤلاء، فقال لي و أنقل قوله حرفياً: "هاي مهمة صعبة، بس كرمالك، رح أقنع اثنان منهم ليحكوا معك، أمري لله" و فعلاً هذا ما حدث. اتصلت بصديقي هذا خمسين ألف مرة، و كان كل مرة يرد عليّ سلبياً.

 لكني لم أيأس. بقيت وراءه؛ اتصلت به كل يوم، أزعجته، أيقظته، "نكدّت عليه عيشته" إلى أن استطاع إقناع اثنين من أصدقائه للظهور في تقريري: حسن و منصور

 

ما بين حسن و منصور: استهتار و مسؤولية؟

 

صدمة.

صدمت صدمة حياتي الثانية عندما تحدثت مع حسن و منصور. اعترفا بشرائهما للامتحان بلا حرج! بكل أريحية! اعترفا بشراء الشهادة كأنهما اشتريا كيس "بطاطا شيبس"! أذكر جيّدا علامات التعجب التي شعرت بارتسامها على معالم وجهي و صوت ضحكاتهم المتعالية على ردة فعلي المتفاجئة لأمر بات عادياً في أعين مجتمع اعتاده. وكان حسن مستهتراً بالموضوع استهتاراً يطفح الكيل منه، لدرجة أضحكت كل من شاهد التقرير، فانطبق عليه المثل الشعبي: "مطبّل بالدنيا مزمّر بالآخرة" أو بعبارة عاميّة أخرى، "حسن بايعها!"

 

 

  (حسن يضحك عند الاعتراف)

 

أما منصور، فظهرت عليه بعض معالم الاستياء أو عدم الارتياح للموضوع بأكمله، حيث أكد لي وراء الكواليس، أنه من حسب و نسب، فلا يشرّفه أو يشرّف عائلته التي لها مقاماً كبيراً في دولة الإمارات، حصوله اللا أخلاقي هذا على الشهادة، حسب قوله. ولكنه أشار إلى أنها كانت الطريقة الوحيدة المتبقية أمامه بعد رسوبه المتكرر و تعطل مستقبله على الشهادة.

 


  (منصور متضايق عند الاعتراف)

 

حسن: "لماذا نشتري الشهادة؟ لأن..."

لخص حسن أسباب شرائه و الكثير من زملائه للشهادة، بكلمات عديدة و بلهجته العفوية المعبرة.

 

 


انتباه: معلومات هامة, ولكن!

 
من خلال مقابلتي لحسن و منصور، أفصحا عن معلومات هامة جداً، لم أستخدمها كاملة لكونها لا تخدم زاوية المعالجة المتناولة في تقريري التلفيزيوني، إلا أنها لا شك معلومات، بنظري، هي خطيرة، تلوم مؤسسات الدولة التعليمية.




هل هذه المعلومات حقاً عادية؟ أم أنها خطيرة فعلاً، و لكن ليس في نظر هؤلاء؟ 

لست أدري، أكاد أجن، هل يعقل درجة الغفلة التي وصلنا لها؟ 

استهترت السلطات... فاستهتر الطلاب... فاستهتر المجتمع... 


فاستهتر الاستهتار بنا.

 

الجميع يحدد مستقبلك .. إلا أنت - منصة الوسائط المتعددة - ديما أبوسمرة


تعيش معظم العائلات العربية في مجتمعات تتوارى مشاكلها خلف الأبواب المغلقة، بل لا تُناقش حتى خلف هذه الأبواب، خوفاً من أن "للحيطان آذان".  ومن هنا يبرز دور الصحفي في كشف النقاب عن هذه المشكلات، كخطوة أولى للوصول إلى الحل. رغم دوره البارز في تعرية الوقائع والكشف عن الحقائق، لم يعد للصحفي ذلك التقدير المجتمعي الذي يستحقه، خاصةً إذا ارتبطت كلمة "صحفي" بتاء للتأنيث.
 
     فمنذ ثلاث سنواتٍ تقريباً، بدأت تنهال علي الانتقادات، حول دراستي للصحافة والتي يراها البعض "مهنة من لا مهنة له". ومن أبرز الانتقادات، أنني فتاة، وهذا التخصص لا يصلح لي لعدة أسباب أولها أن معظم الرجال العرب، لا يرغبون في فتاة لها علاقة بالمجال الإعلامي. كما لو أن شخصية الفتاة ناقصة، تحتاج رجلاً ليكملها. لكنني لن أنسى ما منحتني إياه أسرتي من تشجيع شكّل حاجزاً بيني وبين هذه الانتقادات. فبالرغم من تعليق أمي لآمالٍ عديدةٍ علي، أهمها أن أكون طبيبة أسنان، ما فتأت تدعمني، وتبارك خطواتي في المجال الصحفي. حتى والدي كان ولا يزال يقدم لي كل التشجيع لأن أكون صحفية كبيرة يوماً ما.
     وها أنا اليوم أمارس حياتي الصحفية ـ ولو بصورة أكاديمية - بإنتاجي تقريراً إذاعياً وآخر تلفزيونيا ً يحملان عنوان "دور الأسرة والمجتمع وتأثيرهما على المواهب".
 
            الأسرة هي المدرسة الاجتماعية الأولى نظراً لدورها الأساسي في تحقيق طموحات الأطفال وتجسيد أحلامهم عن طريق اكتشاف مهاراتهم وصقل مواهبهم الكامنة داخلهم. كما أنها تُعنى بتقديم وسائل الرعاية الكافية كالدعم والتشجيع وتوفير البيئة المناسبة. لكن، تتبع بعض الأسر التوجية التربوي غير الصحيح وذلك بالتدخل في خيارات أبنائهم وعدم مساعدتهم على اكتشاف ذواتهم لاعتبارات مجتمعية مختلفة. مما يؤدي إلى انعدام الحس الإبداعي لديهم وتلاشي مواهبهم في مختلف المجالات. وهذا ما يدعمه رأي المتخصصين في المجال التربوي كالدكتور محمد يوسف.





عواقب:
          تلجأ الأسر إلى قمع مواهب وطاقات أبنائهم من خلال رفض العديد من مجالات الموهبة والإبداع، والتي من وجهة نظر بعض الآباء، تتعارض مع وضع الأسرة الاجتماعي، وسمعة العائلة، وتتنافى مع العادات المجتمعية السائدة. ويترتب على هذا القمع عدد من الأثار السلبية قد تبدأ بإضاعة الوقت في المقاهي وقد تنتهي بارتكاب الجرائم والانخراط في مجتمعات السوء.



وأوضحت الأخصائية الاجتماعية رنا محمد، دور العادات والتقاليد في تقييد المواهب.


أمثلة سلبية:
     إبراهيم شاب فلسطيني، حرمه أهله من ممارسة هوايته في كرة القدم والتي كان يعتبرها أكثر من مجرد هواية، خوفاً من أن يتعدى الأمر إلى احترافها كمهنة. وأرجعت أم إبراهيم هذا المنع لأسبابٍ هي تراها منطقية.


      أحمد قدورة، شاب موهوب، فاز بلوحاته في العديد من المسابقات الفنية. وأراد أن يطور موهبته بدراسة الفنون الجميلة، إلا أن والده وقف أمام طموحه.




أمثلة إيجابية:
            وبالرغم من كل العقبات التي يفرضها المجتمع، إلا أن بعض الأسر تقدم كل الإمكانات اللازمة لصقل مواهب أبنائهم. محمد خليل طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره، يحلم بأن يكون سائقاً للفورميلا وان. ويسعى والده لأن يحقق له كل ما يتمنى. وهذا ما كان واضحاً جداً من خلال توجيهه وتدريبه وتعليمه لمحمد ومن خلال تزيينه لغرفة ابنه بكل ما يتعلق بالسيارات. وأشار والد محمد إلى أن الفورميلا تعتبر واحدة من أرقى الرياضات وأكثرها كلفة وهذا ما يجعل الالتحاق بها صعباً جداً. وأضاف: "أحاول الآن أن أجد تمويلاً يتكفل بتدريب وتأهيل محمد، فهو أغلى ما أملك، ولن أقف في وجه حلمه".



            حنين عساف، هي مثال آخر يعكس دور الأسرة الإيجابي في تنمية مهارات أبنائهم. فقد تلقت حنين الدعم والتشجيع من أسرتها، حتى أثبتت نفسها في مجال الشعر من خلال إلقائها لعدد من الأمسيات، ومشاركتها في إصدار كتاب شعري.




 
       فبين القبول والرفض، والتشجيع والمنع، تحددت آمال الكثير من الشباب، واندثرت عدد من المواهب، وقيدت بعض المهارات، التي كان بإمكانها أن تدهش العالم.


رغد الزركلي - تجربة رائعة لن أنساها ما حييت - منصة الوسائط المتعددة



رغد الزركلي: تجربة رائعة لن أنساها ما حييت!
وظيفة منصة الوسائط المتعددة


لا تفوح رائحة الكعك الزكية حتى تمسها حرارة الفرن، ولا تنضج أحلامنا مالم تمسها قسوة التجارب. كذلك كانت تجربتي الأولى في عمل  تقاريري الكتابية والإذاعية والتلفزيونية ، فعلى الرغم من روعة التجربة إلا أنها امتزجت بالمعاناة . لم أتخيل يوما معنى عبارة " الصحافة مهنة شاقة" حتى خضت التجربة بنفسي، وشقت علي التقارير شقا، وأدركت أني وقعت في المشقة.
طلبت منا المعلمة أن نختار موضوعًا نضعه على المنصات الثلاثة: المنصة الكتابية والمنصة الإذاعية والمنصة التلفزيونية. اخترت مشكلة ضعف اللغة العربية بين طلبة الجامعة الأمريكية في تقريري الإذاعي. فعلى الرغم من كون الطلبة عربا إلا أن لسانهم أعجمي. الطالبة - ألما تركماني- كغيرها من الطلبة العرب الذين ينطق لسانهم الإنجليزية قبل العربية، فاختلاطها في بيئة أجنبية كان سببًا في ذلك.

للإستماع إلى مقابلة ألما
95%


أما عن تقريري التلفزيوني  فقد لفت أنظار كل من الإدارة والمعلمين والطلبة أنفسهم ،لأنه أوضح حاجة الطلبة الماسة للكتب العربية في كلية محمد بن راشد للإعلام (قسم المساق العربي) التي تهدف إلى تخريج إعلاميين عرب متميزين. وفي أثناء المقابلات التي أجريتها في هذا التقرير أظهر لي الكثير من الطلبة رغبتهم في الحصول على مراجع عربية تعزز قدراتهم القرائية والكتابية والنحوية كالطالبة فرح عبدالحميد.
لمشاهدة مقابلة فرح


صاحب جميع الأدوار:
خلال عملي كنت كالممثل الوحيد في المسرح الذي أُلقيت عليه  أدوار النص كاملة، فأصبح يركض من دور للآخر منهكًا. فلقد قمت بالكتابة والتصويروالتسجيل والمونتاج والإخراج. ناهيك عن دور العلاقات العامة الذي أديته من أخذ لمواعيد المقابلات إضافة إلى تهييئ وترتيب مكان التصوير بعد نصب كاميرا الباناسونك صاحبة الوزن الثقيل.


أجريت مقابلة مع شخصية قصتي فرح والتي من خلالها طرحت  المشكلة. كما وقابلت أستاذ الإعلام د.محمد أبوهنود ومساعدة عميد الكلية الدكتورة كارول مفرج لإعطاء رأيهم والإجابة عن تساؤلات الطلبة . ولم يقتصرالموضوع على المقابلات فحسب بل صورت لقطات أخرى كثيرة في الجامعة بدءا من المكتبة والكلية وانتهاء بدفاتر وكتب الطلبة.
لمشاهدة مقابلة أ. أبوهنود

أعيدي التصوير:
وبعد كل هذا العمل أتيت إلى معلمتي بجل ما قمت به من مقابلات كتقرير مبدئي، لكن ما إن ضغطت زر تشغيل التقرير.... حتى انهال علي بََرَدٌ من النقد والذي اختتم بجملة أعيدي التصوير!!!!!!  ولكي لا أشق عصا الطاعة، أعدت التصوير والكتابة والمونتاج مرات عديدة لا يعلم بها أحد. فتقاريرنا تدخل في عملية "التشريح" والتي تقف فيها المعلمة عند كل كلمة في النص، وعند كل صورة وتفصيل ليخرج في النهاية تقرير مهني على حسب وصف معلمتنا القديرة ، وتخرج معه الأرواح إلى بارئها أيضا نتيجة ذلك.

مواقف من وراء الكواليس:
عندما اضطررت إلى إعادة تصويرمقابلة فرح شعرت بالحرج منها فهي في سنتها الأخيرة ومشغولة جدا. فقد طلبت منها أن تلبس نفس ملابس المقابلة السابقة لأتمكن من استخدامها في التصوير الجديد، وفعلا لبست لكن المفاجأة كانت في اختلاف تسريحة شعرها عن سابقتها، فخسرت كل المقابلة السابقة ولم أعد أستطيع استخدام أي من مقاطعها بسبب التسريحة! وأذكر أيضا أثناء تصويري لفرح حدثت هزة أرضية وبدأت الكاميرا بالتأرجح يمنة ويسرى. ومما حدث معي أيضا أني بعد نصف ساعة من نصب الكاميرا وتجهيزها لتصوير مقابلة الأستاذ، اعتذر مني لأنه اضطر للمغادرة فجأة. كما تكررت وقفتي أمام الكاميرا عشرات المرات وفي أماكن كثيرة في الجامعة، وفي إحداها بدل أن أقول " أملا جديدا " قلت "جملاً جديدًا" فتخيلوا يا رعاكم الله! كما وأعدت أيضا تسجيل النص مرات أكثر حتى يخرج صوتي من بطني الفارغ نتيجة المجاعة التي رافقت ساعات التصوير الطويلة. حقيقة ما إن دست عتبة البدء بتقريري التلفزيوني هذا حتى ترحمت على تقريري الإذاعي السابق قائلة "سقى الله أيامه". فالتقرير الإذاعي لم أجد فيه المشقة الكبيرة كشقيقه الأكبر(التلفزيوني).


تجربة رائعة لن أنساها ما حييت:
لا أخفيكم سرا بأن تعلمت الكثير الكثير من هذه التجربة الفريدة من نوعها!! سواء من الناحية التقنية أوالمهنية أو المعلواتية،  فمرشدتنا  كانت المعلمة ديمة الخطيب التي أمسكت بأيدينا حتى نخرج بأعمال رائعة. على الرغم من أنها  كانت تعاملنا وكأننا صحفيين مهنيين رغم أنها المرة الأولى لنا؛ إلا أننا خرجنا بأجمل وأفضل ما لدينا، واكتشفنا  بعضا من قدراتنا المخبأة التي كانت تنتظر معلما فذا متفهما ذا خبرة مثلها لتخرج تلك القدرات إلى أرض الواقع.
تعلمت من تجربتي هذه أن أكون مستعدة لرحلتي الإعلامية، وتعلمت أن رائحة كعكي الزكية لن تفوح مالم أمر بتجارب قاسية، فالفحم تحمل ضغطا وحرارة شديدين حتى غدا ألماسا يلمع!


للإستماع إلى تقريري الإذاعي كاملا :

لمشاهدة تقريري التلفزيوني كاملا: