الأربعاء، 27 فبراير 2013

درجة حرارة ٤٥ وما تحت!






بقلم: ميرنا منذر
هل تخيلتم يوما أن تسيقضوا في منتصف فصل الصيف لتجدوا أن الجليد يغطي نصف منازلكم؟ هل تخيلتم يوما أن عليكم أن ترتدوا الصوف أو الفرو في جميع فصول السنة؟ وهل تخيلتم أيضا أن تشعلوا النار تحت خزّان وقود سيارتكم لكي تعمل؟
هذه الأمور قد تكون بالنسبة لي ولكم ضربا من الخيال، ولكن بالنسبة لسكان قرية أويمياكون هي واقع يعيشونه يوميا. فهذه القرية تقع في قلب سيبيريا ، وهي تعتبر أبرد مكان مأهول بالسكان على وجه الأرض.
لقد تجمدت من البرد عندما كنت جالسة أتابع الفيلم الوثقائي عن هذه القرية رغم أن درجة الحرارة في غرفتي كانت معتدلة. لم أتخيل يوما أن مدرستي كانت ستغلق فقط يوم تصل درجة الحرارة الى ٥٢ تحت الصفر كما يحدث في هذه القرية. فتصورا أن معدل درجة الحرارة في أويمياكون في الشتاء 45 درجة مئوية تحت الصفر و قد حققت رقما قياسيا
 . عندما انخفضت درجة الحرارة مرة إلى ٧١.٢ تحت الصفر  
وفي ظل هذه الأجواء الجليدية الساحرة يتجمد حبر الأقلام  وتنفذ البطاريات بشكل سريع
 ويلتصق المعدن بالجلد، وتتجمد الزيوت والشحوم المعدنية ويتم تذويبها بموقد اللحام.
واذا كان أحدا منكم يفكر في زيارة هذه القرية يوما ما، فعذرا منكم لانكم لن تسطيعوا سوى أكل لحوم حيوان الرنة ولحم الحصان.لأن لا شيء ينمو على أرض أويمياكون المتجمدة.
واذا أراد أحد من أهالي قرية أويمياكون أن يزور دبي، فقد يستمتع بالسباحة على شواطئ دبي في منتصف فصل الشتاء رغم برودة الطقس ، أو قد يشعر أيضا أن الطقس حارا بالنسبة لما تعود عليه.

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

تخصص نكد



هل عرفتموهم؟ أولئك الأشخاص الذين لديهم شهادات وخبرة في النكد بدرجات متفاوتة تبدأ بدبلوم و تنتهي بدكتوراه. هؤلاء الأشخاص لديهم قدرات سحرية على قلب أي موقف مهما كان مضحكاً إلى موقف نكد يجعلك تندم على كل كلمة تفوهت بها في وجودهم. يعتبرون الضحك آفة اجتماعية يجب التخلص منها, فكل أفلام الكوميديا في نظرهم تافهة, وكل النكت كلام فارغ, والضحك في نظرهم واحد من الأثنين أما قلة أدب أو هبل, وكل الأفلام ذات النهايات السعيدة كذب وحتى مخرج الفيلم لا يسلم من ألسنتهم فيصبح هو الآخر أهبل والممثل أهبل والذي يشاهد الفيلم أهبل منهم جميعاً. و إن تهورت وضحكت أو نكتت أمامهم فصدقني من الممكن أن يشتموك كما شتموا المخرج. و أن رأوك سعيدا بشيءً يشعرون بانه من الواجب عليهم أن يضفون لمسة نكدهم الخاصة على يومك. غير ذلك كله فأن هؤلاء الأشخاص لديهم موهبة في عمل قبة من كل حبة, ولذلك إياك ثم إياك ثم إياك أن تخوض معهم في الكلام, فان كنت لا تريد أن تموت وأنت في ريعان شبابك اختصر معهم, وتجنب ذكر التفاصيل حتى لا تعطيهم طعماً خطير يساعدهم في نسج شباك نكدهم فوق رأسك. 

ما أشبه اليوم بالبارحة!



ما أشبه اليوم بالبارحة!
في تلك اللحظات رجعت بي الذكريات سريعا إلى الوراء. فعلى أنغام الموسيقى العربية دخلت الصف مع صديقاتي مرتديات ثيابا عربية لنمثل شخصيات إسلامية. مر أمامي !شريط ذكريات مليء بمشاهد تمثيلية رائعة وأداء مميز
وكأن أقدامي لم تفارق خشبة مسرح مدرستي. وكأن تصفيق اليوم امتداد لتصفيق الأمس.
 وفجأة توقف هذا التصفيق، وأدركت أنه حان دوري لتمثيل شخصية ابن خلدون.... لكن لا أخفيكم سرا أن دموعي تساقطت شوقا لتلك الأيام.


رغماً عنهم... تزوجا!


تقابلا في الطريق... بينما كانت شهد في إحدى طرق بغداد المفعمة بالحياة التي تعج بالناس أشكالاً و ألوانا. كانت واقفة في الطابور للتفتيش العسكري من قبل القوات الأمريكية... بينما كان داني يؤدي دوره العسكري بتفتيش الناس حسب الأوامر... و من بين كل الناس... و الزحم و "العجقة" و الضجيج، انتقاها قلبه و انتقاه قلبها.

تبادلا نظراتاً لم تكن بالعادية أبداً... نظراتاً أشبعت حباً... لا... لا... لم تكن نظرات، كانت تلك كلمات تخاطبت فيها أعينهما مخترعين بذلك لغة العيون التي تحمل مشاعراً لم يجرؤ أحدهما الإعلان عنها، فالمجتمع يحرّمها...

يقول داني: "أحسست من نظرة عينها أنها أحبتني كما أحببتها" ثم يضحك و يقول: "لا أنا أحببتها أكثر! حبي لها يفوق أي حب في الدنيا... و لكننا عندما تبادلنا تلك النظرات التي تحمل من الحب الصريح ما أكفاني حينها لأعرف أننا نحن الاثنين وقعنا في الحفرة ذاتها... حفرة الحب. يالله كدت أطير فرحاً..."

ولكن داني و شهد نسيا شيئاً مهماً... محطماً.

لقد وقعا في الحب "المحرّم".

و جاء دور شهد للتفتيش...

إلى اللقاء

إلى اللقاء..
يا رافع الرأس حتّى عند الغياب...
يا مشرق الشمس بعد تكاثر السحاب..
يا من رسمت البسمة في حياتك و زدتها فخرا بمماتك..
يا من آثرت الحرية على نفسك..
إلى اللقاء..
فأنا أسعى للقاء.. يجمعني باسمك..
و أمشي على خطاك لأكمل مشوارك..
فإمّا أن أصل و إما أن ألحق بك.. فلا ثالث للقرار..
إلى اللقاء..
قد يكون صوتك في الهتاف قد تلاشى..
و لكنّه شبّ بمئة صوت جديد..
فحرقوا أعلام القمع و رفعوا علم الحريّة على جسدك الحرّ
إلى اللقاء..
مع أنّك لا زلت حيا في قلوبنا..
حييت أيها الشهيد, و شهدت أيها الحيّ..
فاشهد يا أيها الحيّ بإحياء هذا الشهيد
 




السبت، 23 فبراير 2013

علامة النصر بثلاثة أصابع...


 

يتميز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- حفظه الله- برفع ثلاثة أصابع  كـ "علامة للنصر" في كافة الميادين التي يكون فيها النصر حليفه أو حليف دولة الإمارات العربية المتحدة، وبذلك يكون قد خالف علامة "فيكتوري" الشهيرة برفع السبابة والوسطى كعلامة للنصر.
إشارة سموه لفتت انتباهي كعادته في جذبي نحوه كقطعة حديدية صغيرة تجاه مغناطيسيته التي لايقاومها بشر،فهو لطالما يلفتني بخطاباته وشعره ولقاءاته بشكل لايوصف. وهذه الجلسة الخاصة مع سموه التي قامت بتغطيتها مُؤخراً جريدة  "الإمارات اليوم" أسرتني هي الآخرى، فأخذت أحتسي قراءة الجلسة وكأنني اتناول فنجان قهوة يُشعرني باللذة والاسترخاء ولا أود أن أُنهيه...
 
سطور المقابلة التالية جزء لا يتجزأ من اللذة التي شعرت بها حيث قال فيها سموه:
"أولاً العلامة السابقة غربية، وأنا لا أحب تقليد الغرب. وتالياً قررت ابتكار إشارة خاصة بي، فكانت الإشارة بالأصابع الثلاثة، وتعني الفوز والنصر، وكلاهما ثلاثة أحرف، إضافة إلى شيء آخر، يضم ثلاثة كلمات أيضاً هو ((I love u)) فأصبحت علامة الفوز والحب."

سموه يرفض تقليد "فكتوري" برفع سبابته وأوسطه ليشير إلى النــصر ليبتكر إشارة للنصر خاصة به لايُقلد فيها أحداً بل ربما يُقلده الآخرون"ومنهم أنا" فيها. إيجابية تفسير سموه لابتكار تلك الإشارة تخللت بين مسامات جلدي لتنشر بداخلي إيجابية حقا لاتُضاهى، فها هو سموه يربط الحب بالفوز بالنصر بإشارة واحدة وكأنه يقول لنا أن الحب هو الشيء الأساسي الذي يمكننا ترجمته من لغات الدنيا كافة ليتناسب مع مفاهيمنا وإشاراتنا.
 
عظمة الشيخ محمد بن راشد تزداد ارتفاعاً في نظري يوماً بعد يوم حتى بت أقارنها بطول برج خليفة التي وبلا أدنى شك ستطغي عليها لأنها عظمة منبعها إحساس صادق وإيمان وعزيمة وإصرار كلها تتمثل في إنسان واحد وباسم واحد "محمد بن راشد آل مكتوم" رعاه الله.

الجمعة، 22 فبراير 2013

شرُّ البلية ما يبكي !!!


بقلم: ميرنا منذر

شرُّ البلية ما يضحك، مثل متداول ينطبق على العديد من القصص والأخبار. ولكن الحادثة التي قرأت عنها في احدى الجرائد، جعلتني أقول أن شرَّ البلية ما يبكي وليس ما يضحك. كتب الصحفي تحت عنوان "محكمة إمراتية تعوض مريض سقط من سريره 2.5 مليون درهم". وعندما قرأت هذا العنوان تخيلت أن المريض كان نائما عندما وقع به السرير. ولكن ليس هذا الذي حدث. فبناءا على الخبر الذي أوردته صحيفة اليوم السعودية، فإنه عندما دخل المريض الذي لم يتم ذكر إسمه الى احدى المستشفيات الطبية في إمارة أبو ظبي بدولة الامارات العربية المتحدة ليجري عملية جراحية عادية لإزالة ديسك في رقبته، انتهى به المطاف بشلل شبه كامل بمعظم أنحاء جسده. فهل تصدقون أن السريرالذي كان يستلقي عليه المريض سقط  أثناء اجراء العملية الجراحية له، إثر تحطم مسند الرأس؟  

فأين هي إدارة المستشفى والكادر الطبي الذي يقوم بتجهيز غرفة العمليات والتأكد أن كل شيء يعمل وفق المعايير السليمة؟ وهل يجب أن نلوم الشركة المصنعه  للسرير فقط على مثل هذا الخطأ؟ أو نقول أنه حادث قضاء وقدر.

أسئلة كثيرة جالت في ذهني بعد أن قرأت هذه القصة التي قد تمر على الآخرين مرور الكرام. ويبقى السؤال الأكبر الذي يشغلني، هل تعوض 2.5 مليون درهم المريض عن ما خسره. فعلا شرُّ البلية ما يبكي!!!

أخلاقيات الصحافة



 
بما أن الصحافة حق، فإن للصحفي أيضا حقوق وواجبات يجب الإلتزام بها.  الحقوق تكمن لضمان حرية التعبير على نطاق واسع، مع العلم أن الحرية ليست مطلقة لأنها مرتبطة أيضا بحريات الآخرين.  أما الواجبات فهي أن يلتزم الصحفي بالمسؤولية الصحفية التي تقوم على خدمة المجتمع، من خلال إحترام ثقافته، والحالة الإجتماعية، والهوية الوطنية.  ومن المؤكد بأنه يوجد علاقة وطيدة بين الحرية والمسؤولية.  فإن لم ترتبط الحرية بالمسؤولية فيمكن أن يتعرض العمل الصحفي لتحريف وتزوير أو نشر الأخبار التي لا تتناسب مع المجتمع.  من وجهة نظري، أعتقد أن في حالة فقدان الحرية تصبح المسؤوليات مستحيلة التطبيق.  يجب على العالم بشكل عام وخاصة وسائل الإعلام توفير نظام أو قانون صحفي ليحفظ هاتين السمتين (الحرية والمسؤولية).  إن مصطلح "أخلاقيات الصحافة" ليس بالمصطلح الجديد، فأول ظهور له كان في عام 1916 في السويد ومن ثم في فرنسا بعد عامين من نشر هذا المصطلح.      

أوّل مرة

لبست دشداشتي ..  ولففت حزاماً حولي .. وربّعت العمامة على رأسي .. وانتظرت تمام الساعة الثانية طهراً ..

لم تكن دقائق الانتظار سهلة .. فلم أعتد أبداً أن أتقمص دور أحد .. وهذه المرة "رجل"

وعلى أنغام علاء الدين .. وقفت أمام الطلاب .. لأحدثهم عن الكندي .. وهو أحد قادة العلوم في العصر الذهبي للدولة الإسلامية
كنت أتوقع الكثير من الضحك .. ولكن توقعاتي والحمدلله .. "ما كانت في محلها"

الأربعاء، 20 فبراير 2013

ما زلنا

طافت الطرقات بأصواتهم و ما زلنا نكذب آذاننا
 آثار دمائهم ملطخة أبوابنا و ما زلنا نكذب أعيننا
علقت نعواتهم في قلوبنا و ما زلنا نفدي قاتلنا
بكوا و استنجدوا و قاتلوا فقتلوا و ما زلنا نردد كلمات تقهر الحر و تحيي القاهر
 أغرقنا بالخوف؟ أم بالغباء؟؟
فقد عجز أكبر الأدباء عن تفسيرنا من دون استخدام تلك الكلمتان...
فسخرنا من الأدباء و اتبعنا قائد جهلنا بخطى عمياء...
أما زلنا نحن؟ أم أن أجسادنا سرقت أرواح أشباح سكنتنا؟
أما زلنا نمثل الانسانية؟ أم أننا تبرينا من هذا المصطلح؟
دق منبه الانتماء... و اخترنا البقاء في سرير النكران...
مغمضين أعيننا مؤمنين بالأحلام...
ألم يدق المنبه ليوقظنا من كوابيس الخيانة؟؟؟؟؟؟ 
ألم يصرع اذاننا بالصريخ للحرية؟؟؟؟؟؟؟
لماذا نرفض الاستيقاظ و نوهم أنفسنا بأن المنبه سيخرس و يموت؟؟؟ 

استيقظوا يا ذوات العقول!!!!!!! فالمنبه لن يهدأ... لن يسكت...لن يموت... أبدا لن يموت...!!!!!!!

خفة دم !


اسمي, ذلك الشيء الذي أحبه, بالرغم من سخافة البعض, و تعليقاتهم بخصوص ما يتعلق بمعناه ولفظه. قد لا تتصورون كثرة السكتات القلبية التي يصيبني فيها البعض عندما يحاولون الاستظراف حول ما يتعلق باسمي, فبعض مبادرات خفة الدم منهم تصيبني بتجلطات في الأوعية الدموية من شدة ثقلها, فمثلاُ يأتيني البعض وبكل ما أتاهم الله من ظرافة يقولون: "اسمك مي ولا ماي"؟ (ماي :لفظ ماء باللهجة العامية) قد تكون مزحة كهذه مقبولة من صديق مقرب, لكن أغلب من يتفوهون بهذه النكتة التي لا تنهضم يكونون أشخاص لم أجري معهم أكثر من اربعة محادثات طوال حياتي, وفي الغالب تكون المحادثة التي أسمع فيها هذه النكتة هي محادثتي الأخيرة معهم.

أحدى أجمل "المزحات" التي تلقيتها عن اسمي كانت من حارس بوابة سكننا الجامعي, فقد كان جديداً وكان يسأل كل داخل و خارج عن أسمه. فسألني عن اسمي وأجبته:May , كما يكتب أسمي بجواز سفري, وكما أحب أن أكتبه أنا بالإنجليزية, فقال لي: ماي اور جون؟  لم أفهم قصده, فسألته: ماذا؟ فقال: ماي اور جون؟ أيضاً لم أفهم فقلت: ماذا؟ فأعاد نفس الجملة, ومن بعدها قال: دونت ووري وهو يضحك.  سرت بضعة خطوات ومن بعدها استوعبت ماذا كان يقول, فقد كان قصده  May or June? ضحكت من قلبي على هذه النكتة, فلأول مرة يقول لي أحدهم نكتة عن اسمي دون ان اشتمه في داخلي بسبب ثقل دمه.

وفي مرحلة الثانوية العامة, جاءنا موجه لمادة علم النفس, وعادة عندما يأتي الموجهين, تبذل المدرسة قصارى جهدها لتثبت للموجه ومرافقيه أنها مدرسة مثالية. بعد ان انتهت الحصة ناداني الموجه, وكان برفقته مديرة المدرسة, ونائبتها, فقال لي أتعرفين معنى اسمك,  وهو يضحك. فقلت له: نعم اعرف. وحاولت بعدها أن أتمالك اعصابي وانا كلي يقين أن الموضوع لن يتوقف عند سؤاله هذا, فمن المؤكد أن الموضوع سيتحول إلى وصلة استظراف. فقال لي: "وعادي متعايشة معه؟" فرددت عليه وأنا أكمل المزحة: "لا صارلنا يومين عم نتخانق"  وبعد تعليقي هذا أمضيت أكثر من ساعة في غرفة المديرة  لأسمع دروساً في الأدب وحسن السلوك من كل العاملين في الهيئة الادارية, ولم أخرج من هناك إلا بعد أن وقعت تعهداً بعدم القيام بأي تصرف يشوه صورة المدرسة مرة أخرى لأنني أحرجت الموجه, مع أنه هو الذي أحرج نفسه.

لمن يعرف معنى اسمي: شكراً مسبقاً على صمتك J
ولمن لا يعرف معنى اسمي: ابحث في جوجل ولا تسألني, لكن ابحث جيداً J

الثلاثاء، 19 فبراير 2013

اشتقتلك يا شام❤


شامُ يا ذا السَّـيفُ لم يَِغب .... يا كَـلامَ المجدِ في الكُتُبِ
قبلَكِ التّاريـخُ في ظُلمـةٍ ....  بعدَكِ استولى على الشُّهُبِ

شام ...لا أبالغ إن قلت أني اشتقت لكل زاوية فيك،،،
اشتقت،،،،
للمآذن الخضراء التي تتلألأ مساءً في صفحة سمائك
للمياه الباردة التي تسارع قطراتها النزول من أعلى الجبل.
لرائحة الفل والياسمين التي تفوح بين حواري دمشق القديمة.
لخرير مياه ينابيعك المبثوثة عند سفح كل جبل.
لاكتظاظ الناس في سوق الحميدية،  وصحيات الباعة الذين يترنمون بجمل ورثوها عن أجدادهم.
لطير الحمام في ساحة المسجد الأموي، وللأشجار المزهرة بألوان ربيعية رائعة.
لجمعة الأهل والأصحاب التي تمتاز بالفتة والتسقية والمقابلات التي لا عد لها ولا حصر وللعصائر اللذيذة .
شام ...

بلغي سلامي للأهل والأحباب، فما برح الشوق يشدني، ومابرحت ذكرياتي تحلق بك يا شام مع أنشودة فيروز
   “لي فيك يا بردى عهد أعيش به عمري و يسرقني من حبه العمر"

الأحد، 17 فبراير 2013

الصديق الدائم !

هو صديقي الدائم،
يرافقني  ولا يتركني مهما كانت الظروف،
كما يرافق كل إنسان مثل خياله أينما ذهب ومهما فعل،
لكن عند تملّكه بجسم الفرد، يتشبّث به ولا يتركه بالمعروف،
إلى أن يهدمه كلّيا ويجعله عاجزا" عن المشي أو الخروج... فهنا يبدأ الملل،
إذ عليه أن يتسطّح على سريره لمدّة طويلة
يتأمل الجدران كل ليلة بعد ليلة
يتناول أدويته بإستمرار
فمن هذا الموضوع طبعا" لا فرار
نعم يا أصدقائي ... هذه هي حالتي الآن 
هكذا يصبح الإنسان عندما يمرض !!!




السبت، 16 فبراير 2013

ظهور إعلامي!



بعد إنتهاء يومي الجامعي، إتخذت أنا وصديقتي الطريق المؤدي لمحطة الميترو كي نعود إلى المنزل.  وفي وسط إنشغالنا بأحاديثنا الفكاهية، يقاطعنا شاب جالس على أحد مقاعد الجامعة ليعرّف على نفسه بأنه صحفي من مجلة "سلا" يود إجراء مقابلة قصيرة معنا.  ترددنا قليلا نظرا لضيق وقتنا ولكن إصراره جعلنا نغيّر رأينا.  مقابلة صديقتي كانت لأخذ رأيها بقضية معينة أما مقابلتي كانت لإختياري كطالبة الشهر في المجلة.  كان شعور جميل خاصة وأنه أول ظهور لي في مجلة وأنا كطالبة إعلام في السنة الأولى.  "سلا" هي مجلة عربية شهرية موجهة خصيصا لطلاب الجامعات.  تنشر "سلا" معلومات أساسية لقرائها الشباب بطريقة مسلية.  تغطي "سلا" الأنشطة الطلابية لتتفاعل معهم وتلبي إهتماماتهم.  تهدف مجلة "سلا" إلى دمج المعلومات بالترفيه لطلاب الجامعات في الإمارات العرية المتحدة ومختلف أنحاء الدول العربية المجاورة.  يتنوع محتوى المجلة لجذب أكبر عدد من الطلاب مثل : الموسيقى والأزياء والترفيه والسيارات والسفر والأحداث الجارية والأنشطة الجامعية.  يتم توزيعها مجانا على الطلاب في الحرم الجامعي بالإضافة إلى وجود بعض الصحافيين في الجامعة لإجراء مقابلات مع الطلاب تماما كمقابلتي أنا وصديقتي. 


جيلنا في مأزق: صاعداً أم ضائعاً ؟!


يا الهي... يتحدث عن الموضوع بسهولة تكاد تمزقني و برودة دم أشعلت ناري...

يضحك و يسخر ثم يقول لي أن الاستاذ لا يستطيع فعل أي شيء عندما ينظر خلفه و هو واقف أمام السبورة ليرى الطلاب الذين لم يهربوا بعد، جالسين يدخنون السجائر في الفصل، ثم يشتمونه وعائلته وشكله و وجهه ولهجته وأصله و يشتمون كل شيء فيه...فيصمت.

يقف مكتوف الأيدي... و يختار أن يهرب من هذا الواقع المرير، فيدير رأسه للأمام ليلعب دور "شاهد ما شفش حاجة"...

قلت له بصدمة: "ماذا حدث ل: قم للمعلم و وفه التبجيلا، كاد..."

فقاطعني و قال: "ها؟ ما هذا؟"

ابتسمت.

نعم، ابتسمت أنا..

لكنني في الحقيقة كنت أداري دمعتي و بكائي و حرقتي بابتسامة ساخرة، مستهزئة، مستنكرة.

لملمت نفسي و ذهبت أمشي... لا على الهيام...أفكر كيف آل بنا الحال لما نحن عليه...

وإن كانت هذه المدرسة في عجمان، عرفت بفسادها و الدماء التي تسيل فيها كل يوم كما قال لي منصور... و مركز الشرطة الذي افتتح خصيصاً للمدرسة تلك هو الآخر عاجز عن إيجاد "الحل الجذري"... فهي ليست إلا مثالاً مصوّراً عن باقي المدارس المشابهة لها في الشارقة و دبي و الإمارات كلها... ولكنها لا تزال مستترة...

ذهبت أمشي على هواي... وعندما استيقظت من أفكاري الغارقة... وجدت نفسي تائهة مرّتين.

فقد تهت في الطريق.... و تهت في حرقة القلب.