الخميس، 14 فبراير 2013

عيد الحب في سوريا...


 

عيد الحب في سوريا...
" سُئِلَ أحد بائعي الورود في دمشق: هل جهزت ورود عيد الحب للرابع عشر من فبراير.
فغاص البائع ببحر دموعه ثم همس بصوت يتقطع كله أسى: "عذراً لايوجد في سوريا ورود فورودها قد نفذت على قبور شهدائها"".
إجابة حركت بقايا البقايا في داخلي عندما قرأت القصة مشاعري قبل عيني، فذلك الشام الذي اعتدنا أن تكون بساتينه أرض المنشأ للورود بكافة أنواعها وألوانها تلاشت وروده وحتى إن وجدت فإنها بلا عبير يُعطرها. لون ذلك الورد "الأحمر" الذي يتبادله العشاق في عيد الحب أمسى في ليلة بدون ضوء قمر "اللون الأول" لأرض سوريا الخضراء.
ونهر بردى الذي قال فيه أحمد شوقـــي :
"سلامٌ من صَبا بَرَدى أَرقُّ      ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دِمَشْقُ"
صدق فيه، فدموع دمشق وأهلها باتت حقاً لاتُكفكف وكأن مياه نهر بردى لم يعد يرويها سوى دموع أهل دمشق وضواحيها!  تلك الأنهار التي اعتدنا أن نرى مياهها صافية تعكس صورنا إذا مانظرنا إلى وجهها النقي أصبح هناك معلم طبيعي أخر ينافسها إنه للأسف...شلالات دماء أبرياء لاتُعرف نهايتها، وإلى أين ستتدفق؟
يحتفل العالم بعيد الحب فيتبادلون أغاني الحب والرومانسية ودمشق تحتفل على ألحان قصف وقذائف. فكيف لسوريا أن تُؤرخَ في تقويمها تاريخاً لعيد الحب وأهلها فقدوا الحب وأضحى سؤالهم الوحيد: عن أيِّ حبٍ تتحدثون؟
نعم، فعن أيِّ حبٍ نتحدث والزوج قد دفن زوجته بيديه، والأم رحلت عنها فلذة كبدها التي كانت ترى الحب فيها.
وعن أيِّ حبٍ نتحدث وقد كبح القصف والقتل والذبح معاني حب لم يعد لها معنى في قاموس دمشق وأهلها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق