الأربعاء، 6 فبراير 2013

هل العناد فعلا صفة عربية؟


في مساء البارحة و خلال رجوعي إلى المنزل من بعد يوم طويل، مشيت إلى المكان المخصص لصفّ السيارات، و كان الممر (الشاغر بالمصفّات) اتجاها واحدا لا يسمح للسيارات بالدخول من الطرف الأيمن بل فقط من الطرف الأيسر. ركبت سيارتي و كنت قد صففتها بشكل عكسي، و سرعان ما أدرت المحرك، رأيت سيارة دخلت الممر من جهة اليمين و أخرى من جهة اليسار و وقفتا أمام مخرج سيارتي بالضبط، فلم أعلق و لم أطلق زمور السيارة لظنّي بأن خلال ثوان إحداهما ستتراجع و سأتمكّن من الخروج، لكنّ السّيّارتان أصرّتا على الوقوف في هذا المكان.

عندما طال وقوف السيّارتين لأكثر من دقيقة، تأكّدت بأن السائقان صديقين و أنهما ربما يلقون التحية على بعضهما، خصوصا أنّي سمعت صوت محرك إحدى السيارتين و أدركت بأتها سترجع إلى الوراء و سأتمكّن أخيرا من الخروج.. لكنّي فوجئت عندما رأيت أنّ السيّارة تتقدّم و تقترب أكثر ، و كذلك فعلت الأخرى حتّى أصبحت المسافة بينهما أقل من عشرة سنتمترات!

"طفح الكيل" قلت لنفسي، و نزلت من السيارة لكي أتحدث مع سائقي السيّارتين و لكن عندما نظرت من خلال الواجهة الأمامية للسيارة الأولى، رأيت السائق الأول (في الثلاثينات من عمره) يعطي الآخر إشارات يدوية بالتراجع، و من ثم نظرت إلى الثاني غير مستوعبة سبب عدم التراجع، فوجدته (و يبدو أنه أكبر من السائق الأول) جالسا خلف عجلة القيادة و  يضع ذراعيه خلف رأسه من دون أي حركة! هنا فهمت بأن الموضوع مجرّد عناد بين الاثنين (عن من الذي سيتراجع) من دون أن يتحدث أحدهما للآخر!!!

كان من المفاجئ جدا بالنسبة لي أن السائقان وقفا لأكثر من عشر دقائق على نفس الحال، فمن زمور لزمور، أو أن أحدهما يفتح النافذة و يعلّي صوت الموسيقى، و الثاني يعطيه جميع أنواع الوجوه الساخرة..... و على هذا النحو... !

كلتا السيارتين من نوع فاخر جدا، و كلا السائقيقن لا يقل عمرهما عن الثلاثين، فإذا لم يكن هذا "طيش شباب" و ليس "تخلف" بل هو فعلا عناد .. بل عناد معنّد عن التعنيد!فهذه إحدى أغرب حوادث العناد التي شهدتها في حياتي... فهل يا ترى يحدث مثل هذا العناد في بقاع أخرى من الأرض؟ أم أن "العناد" صفة عربية؟؟

للأسف الشديد، لست بذات العناد، فقد خرجت من مصف السيارة حالما تحركت السيارة المجاورة لي و استطعت الخروج...


من يدري؟ قد يكونا ما زالا على نفس الحال حتى الآن...!

للتوضيح فقط

ملاحظة: صوّرت السيّارتين لرغبتي في الكتابة عنهما في هذه المدونة و لكنّي فقدت الصورة تحت ظروف غير معتادة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق