الأربعاء، 13 فبراير 2013

خديجة السلامي.. غريبة في مدينتها

بقلم: ميرنا منذر
لم تكن خديجة السلامي المخرجة والكاتبة اليمنية مختلفة جدا عما توقعته. فمن خلال تحضيري تقريرا عن سيرتها الذاتية وأعمالها تعرفت قليلا على هذه المرأة القوية والشجاعة، التي حملت كاميرتها وجالت في شوراع صنعاء لتعكس من خلال عدستها وضع المرأة في المجتمع اليمني.
حلَت خديجة السلامي ضيفة على الجامعة الاميركية في دبي، لتعرض للطلاب فيلمها الوثائقي "الغريبة قي مدينتها". هذا الفيلم الذي وصل الي المحافل الدولية ليحصد العديد من الجوائز منها الجائزة الأولى في مهرجان بيروت السينمائي.
لم تكن فكرة تصوير الفيلم الوثقائي مخطط لها.  فمن خلال عمل خديجة  كدبلوماسية في فرنسا، اصطحبت مجموعة من الصحفيين الفرنسيين بجولة سياحية وسط العاصمة صنعاء، ولم يكن لديها أدنى فكرة عما ينتظرها. نجميّه، بطلة الفيلم الوثائقي، كانت تتجول في الشوراع وتلعب في الأزقة مع الصبيان. مشهد مؤلوف في بعض المجتمعات العربية، ولكن ليس في المجتمع اليمني المحافظ.
عادت ذاكرة خديجة سنوات الي الوراء، عندما كانت في الصف الخامس ابتدائي، أي في عمر نجميّة. تقول خديجة: "جذبتني شخصيتها وذكرتني بنفسي." فنجميّة كانت تغرّد خارج السرب. فبحسب العادات والتقاليد اليمنية، يجب أن تتردي نجميّة الحجاب وتكون في منزل والدها أو زوجها حالها حال قريناتها.  ولكن نجميَة اختارت أن تكون مختلفة.
وعن تجربتها في تصوير الفيلم تقول خديجة السلامي: "الوضع هو الذي خلق القصة. فنجميّه هي التي قادتني وهي التي كانت المخرجة." وقد تمتع فيلم "الغريبة قي مدينتها" بالعفوية والتلقائية. حيث صورت خديجة فيلمها من دون أي نص ولم تتقيد بأي تجهيزات معدة مسبقا.  فقد تم تصوير أربعة ساعات، ليتمّ مونتاجها فيما بعد وتُختصر الي نصف ساعة حيث توضح خديجة بأنها "اختارت الأشياء التي تهمها وتأثر بها".
لم تكن نجميّه بطلة فيلم وحسب بالنسبة لي خديجة السلامي. فقد رأت خديجة في هذه الشابة الصغيرة حلم فتاة تريد تحقيق طموحتها. ولقد بادرت بمساعدتها لكي تكمل دراستها وتحقق أمنياتها. ولكن خديجة انصدمت بواقع كان يجب أن يكون مألوفا بالنسبة لها. فقد عاشت خديجة تجربة مشابه حيث أجبرها أهلها على الجلوس في المنزل ومن ثم الزواج برجل يكبرها سنا، فبحسب خديجة " في اليمن، قدر الفتاة الزواج أو القبر". وقد أُجبرت نجميه على ارتداء الحجاب والجلوس في المنزل، حتى أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حاول مساعدتها عندما شاهد الفيلم، ولكن العادات الاجتماعية حالت دون ذلك.
وقد ختمت خديجة حديثها بالقول أن الفيلم "مثّل قضايا المرأة من خلال نصف ساعة". قضايا ترى خديجة وغيرها من النساء اليمنيات أنها يجب أن يتم القاء الضوء عليها، ليس فقط لرطرح قضايا التي تعاني منها النساء اليمنيات، و انما لتوعية المجتمع والبحث عن حلول تنقذ الفتاة اليمنية مما لا يحمد عقباه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق