الأربعاء، 6 فبراير 2013

لو عاد الزمن إلى الوراء.. ما الذي كنت ستقوله لنفسك؟

لطالما شعرت بأن للحياة حس عال من الدعابة. فكم مرة شعرنا انها تعطينا حينما لا نريد، وتبخل علينا حين نكون في أمس الحاجة؟ وكم من مرة حصلنا على مبتغانا بعدما نسينا أننا قد طلبناه يوما؟ للحياة حس الدعابة وأحينا السخرية، ومعها لن نشعر بالملل من كثرة تقلبها. لكن كلما فهم الإنسان الحياة أكثر، كلما أصبح متفاهما معها وراضيا عليها. فعلى الرغم من أنها تكون قاسية أحينا وتحرمنا أغلى ما نملك، وتختبرنا بأقسى الامتحانات، حينما نفهم طباعها سنتمكن من توقعها والعيش معها كالصديق وليس العدو.
مر عامان منذ أن تركت مقاعد الدراسة وبدأت حياتي الجامعية، وكل يوم في حياتي يعلمني درسا جديدا ويعطيني أبعادا جديدة لحياتي. فلو تمكنت اليوم من التحدث لنفسي منذ عامين، لكنت أخبرتها الكثير من الدروس التي لم تعرف عنها يوما.

أولا، المبادئ المثالية التي قرأناها وتعلمناها وتربينا عليها ليست دائما الحل في التعامل مع الحياة، فالحياة تتطلب هامشا من المرونة في التعامل مع مختلف المواقف والأشخاص حسب الظروف، والأشخاص الذين يتقنون فن الحياة يعلمون كيف يتلقون الأخبار والصدمات والأشخاص بدون الحكم المسبق عليهم أو إعطاء نظره تعال أو مثالية، فالحياة ليست مثالية ولا تتبع قواعد ثابتة، بل هي مليئة بالاستثناءات التي تعطيها الطعم والتميز.

ثانيا، السعادة خيار شخصي، فلا تجعل سعادتك تعتمد على شخص أو شيء، فكل شيء يأتي ويذهب بدون انتظار إذن. كلما شعرت بأن سعادتك تعتمد على عوامل خارجية، تفقد السيطرة على سعادتك وحياتك، و الأجدى هو أن تبقى نفسك مؤمنا بأنك مالك سعادتك وبأنك مسيطر على حياتك، وسترى كيف أنك ستبقى سعيدا حتى بعد زوال أي من أسباب سعادتك، لأن المتافائلين تبعث لهم الحياة بما يبقى على سعادتهم وتفاؤلهم.

ثالثا، أول حب حقيقي في حياة الشخص هو تجربة ستغير تفكيره وشخصيته للأبد. أن تعرف طعم الحب و السعادة والخسارة لأول مرة هو شعور لن تتمكن من فهمه حتى تجربه بنفسك، وبعد تجربته لن تكون نفس الشخص مرة ثانية. أهم شيء هو أن تعلم قدر نفسك في أي علاقة وأن تضع كرامتك في المقدمة، وعليك أن تعلم أنه مهما كانت الخسارة مؤلمة، هناك دائما مغزى وهدف من الدرس الذي ستتعلمه، وبالنهاية، ليس هناك ألم يدوم أو جرح لا يندمل، وليس هناك شخص لا يعوض.

رابعا، الصديق الذي تحس بأنك بحاجة لبذل الكثير من الجهد لإبقاءه في حياتك ليس صديقا حقيقيا، فمن أرادك في حياته سيجد لك الوقت والمكان في يومه، ومن يجعلك تعيش في حالة من القلق لبقاءه سيأتي يوم ويذهب، وخير البر عاجله! لكن في نفس الوقت لا تكن كثير اللوم والعتب، فالكل خطاءون والبشر متقلبون وجاحدون أحينا، لكن كثرة العتب تأتي بضر أكثر من النفع.  

خامسا، كلما ضاقت بك السبل، وشعرت أن السواد قد خيم على حياتك وأشتد البلاء، إعلم أن الفرج قريب. علمتني الحياة أن أنظر لأخطائي وماضيي على أنهما دروس غالية تعلمتها بجهدي وعلى حسابي ولن أنساها أو اكررها. علمتني أن لا أنظر لأي خسارة أو نهاية على أنها أمر محزن، فلم تأخذ مني الأقدار شيئا دون أن ترد لي أحسن منه وتعوضني خيرا. وأخيرا، تعلمت أن لا أسيء الظن أبدا في الأقدار، التي تعلم بالضبط كل ما يستحقه الإنسان و ما يتمناه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق