الأربعاء، 6 فبراير 2013

تعدد وسائل الاتصال و تقطعت الأوصال

تعود بي ذاكرتي الى خمسة عشر عاما إلى الوراء، كان حينها للعيد نكهة خاصة، لدرجة أنني كنت أشعر أن نسمات الهواء في العيد أجمل وشمسه أكثر إشراقا وناسه أكثر لطفا. في ذلك الحين لم يكن في بيتنا "كمبيوتر" لكنني لم أشعر بالملل فقد كان الحل سهلا لتخطي أي حالة ملل قد تنتابني وذلك فقط بطرق باب جيراننا وأطلب من أطفالهم اللعب معي. في العيد كان للعب معهم ايضا نكهته الخاصة، فكلنا نرتدي الملابس الجديدة وكنا حريصين جدا على أن تبقى ملابسنا نظيفة أثناء اللعب. كان صباح العيد مميزا جدا فكان بيتنا مليء بالضجة الممتعة، ففي الصباح يبدأ الأقارب بزيارتنا ولا يكاد هاتف بيتنا أن يسكت، فمكالمات من اقاربنا و أصدقاء عائلتنا من مختلف أنحاء العالم يتصلون ليباركون لنا بالعيد، وعندما يرن كان يبدأ السباق إلى الهاتف والفائز هو من يرد، كنت استمتع بالرد عليهم فقد كان للمكالمات الهاتفية نكهتها الخاصة.
لنعد الآن إلى الآن، كبرنا وتطورت معنا التكنولوجيا وتعددت وسائل الاتصال وقطعت الأوصال. يأتي العيد ويذهب العيد دون أن يحمل معه تلك النغمات التي تواجدت في السابق. أستيقظ في الصباح لأرى عشرات المسجات التي تهنئني بالعيد، هاتف بيتنا صامت، ولا أعرف حتى من يقطن وراء الباب المجاور لنا. كم أكره تلك المسجات، أشعر أنها تأدية واجب فقط لاغير وكم أكره حين تأتي لي أمي وتقول لي "أرسلي مسجات لكل من أرسل لي" حيث تبدأ رحلة العذاب بالنسبة لي للمجاملات الزائفة ولكني اتخطي هذه المرحلة بسرعة بكتابة مسج واحد وارساله الى جميع جهات المتصلين في هاتف امي المحمول. قد يكون السبب وراء تلك المسجات أنها ارخص وأسهل وتأدي المهمة، ولكنها افقدت لايامنا الروح المعنوية، جعلتنا نتعامل مع الناس كآلات بلا مشاعر.
صدق من قال "آآآآآه على أيام زمااااان"...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق