الأربعاء، 6 فبراير 2013

جدل في حضرة الربيع العربي

بقلم: ميرنا منذر
على هامش حديث عن الثورات العربية، فاجأني ردّ فعل أستاذتي في الجامعة ديمه الخطيب عندما قالت بأنها ليست مع تسمية الثورات العربية بمصطلح ثورات الربيع العربي. تمنيت أن تفسر لي الأستاذة ديمه تمعضها من هذا المصطلح. وخاصة أنها مع الثورات ولكن ضدّ ربيعها. استفزني رأيها ودفعني فضولي الي أن أقوم ببحث عن مصطلح الربيع العربي لمعرفة من أطلق هذا المصطلح على الثورات العربية ومن الذي تبناه حتى أصبح رمزا لثورتنا.
لم أجد اجابة واضحه. فبعض الكتاب نسب هذا المصطلح لنفسه. والبعض الاخر أشار الي أن المفكر العربي د. عزمي بشره، هو من أطلق هذا التعبير على الهوء مباشرة ليلة تنحي الرئيس المصري حسني مبارك. أما البعض فذهب الي القول بأن صاحب مشروع الربيع العربي هو برنار لويس الذي قدم مشروع تفتيت الدول العربية الى أقاليم. ويبقى الرأي السائد بقوة هو أن الغرب هو من أطلق مصطلح الربيع العربي على الأحداث التي جرت في المنطقة العربية بدءَاً بتونس، حيث كانت صحيفة الاندبندنت البريطانية أول من استخدم هذا المصطلح. وقد يكون لذلك علاقة بثورات الغرب عبر تاريخه التي تعرف هي أيضاً بثورات الربيع الأوروبي.
بما لا شك فيه أن استخدام وصف الربيع العربي ينطوي على شاعرية خاصة تتمشى مع الحالة العربية الراهنة. وربما أيضاً لأن المصطلح يتبنى شيئاً من الحياد في توصيف الأحداث فلا هي ثورة ولا تمرد ولا مجرد حركة تطالب بالديمقراطية، بل تظل عبارة "الربيع العربي" فضفاضة في معانيها لتنضوي تحتها جميع المسميات المشتركة. هذا بالاضافة أن الربيع يحمل في ثناياه معنى الشباب والتجدد وهو فعلاً ما ينطبق على الثورات العربية التي ساهمت في تحريكها شريحة الشباب أكثر من غيرها.
برأي لم يخطأ من أطلق على ثورتنا في بدايتها ثورات الربيع العربي، ولكن للأسف ربيع ثورتنا بات خريفا. وقد حمل هذا الخريف معه حركات جهادية ودعوات سلفية، مقابل أحزاب علمانية بلا صوت يسمع. هذه التناقضات التي أفرزتها الثورات العربية تجعلني أقف مرة أخرى لأفكر بكلام معلمتي عن ربيع بدأ يفقد أسمى معانيه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق