الأحد، 31 مارس 2013

الآن الآن وليس غداً

بالأمس كنت أتجول بين زقاق موقع يوتيوب، وانتهى بي المطاف إلى مقطع يوتيوبي لأغنية خليجية!
وبما أنني فضولية، قررت أن أقرأ تعليقات الزوار عليها
وإذ بي أتفاجأ بأنها ساحة معركة وليست فَسَحة للتعليق على المقطع !!
فقد كانت هناك "مضاربة" بين جمهور رابح صقر وعبد المجيد عبدالله ..
على من هو صاحب الأغنية الأصلية !


فأدركت أنه: حان الوقت لاستعادة الأندلس !!

السبت، 30 مارس 2013

حتماً سنــــــــــــعود لكِ يوماً

 
"فلسطيني انا اسمي فلسطيني
                                 نقشت اسمي علي كل الميادينِ
بخط بارز يسمو على كل العناوينِ
                                   حروف اسمي تلاحقني تعايشني تغذيني"
فلسطـــــين ياحلم طفولة وُلِدَ قبل أن أُولد فتجرعت عشقه الأزلي وأنا في رحم أمي، واستنشقت عبق شذاه من أنفاس طفولة أجداد، كانت ذكرياتهم كلمات قد نُقِشت على درجات حاراتك القديمة، وجذوع أشجار زيتونكِ الخضراء التي يفوح عطرها من بُعد عدة أميال. يُولد الأطفال في كافة دول العالم وتكون فرحة أهليهم فيهم لاتُوصف ما أن ينطقوا على شفتيهم .. ماما.. وبابا...، ونحن لسنا كمثلهم، لأن أطفالنا ببساطة لا يبعثوا الفرحة في عيون أهليهم إلا إذا نطقوا فلسطين، فـفلسطين هي الأب، والأم، والماضي، والحاضر، والمستقبل. اسم فلسطين ما أن يرن صداه على عتبات أذني، حتى تتسابق نبضات القلب شوقاً إلى شم تراب طاهر، حالَّ عليه الحَوْلُ والحَوْلُ والحَوْلُ دون لمسه أو حتى رؤيته يتناثر من بعيد.
فلسطين، ماذا أقول فيكِ وحروف الأبجدية كلها تُختصر عندي ب "فاء ولام وسين وطاء وياء ونون"؟ ومتى سأسكن فيكِ تماماً كما سكنتي بداخلي طوال كل هذه السنين؟ متى سأمشي في شوارع أريحا، وأصلي في القدس، ثم تأخذني قدماي دون أن أشعر إلى حدائق جبل النار، حتى ينتهي بي المطاف إلى شاطئ بحر غزة؟ متى سأرى حياتي فيكِ التي لم أعيشها حتى هذه اللحظة؟ فكم كنت أتألم عندما أقرأ هذه العبارة: "الكل له وطن يولد فيه، إلا الفلسطينيين لهم وطن يولد فيهم؟" كم مرت أيام طفولتي عصيبة علي أعياني فيها طول السهر، وأنا أتمنى أن أسافر إليكِ كما يسافر أيُّ مواطن إلى أرضه الأم، دون تهريب، وقلق، وتوتر. كم وكم وكم....
فلسطين يطول الحديث فيكِ، ولكنني سأحاول الإيجاز قدر الإمكان عبر هذه الأسطر القليلة عَلِّي أوصل شيئاً دُفِنَ بداخلي منذ فجر التاريخ. فلسطين، أعلمي أن حبكِ لن ينطفأ شعاعه في يوم من الأيام، ولن يخفت مهما طال الزمن، وحلم أجدادنا في "حق العودة" سنتمسك به كما تمسكوا به من قبل حتى نطقت شفاههم الشهادة، فغادروا الدنيا دون الحصول عليه. تجاعيد أجدادنا التي كنا نراها ومازلنا نراها وهم يدلون بوصيتهم الأخيرة بأن نكون لكِ خير أحفاد، وأن نزرع أرضكِ خضاراً كما زرعوكي زيتوناً مباركاً، لن تذهب هباءً منثوراً.
فلسطين، في الختام، أعلمي أننا نحبكِ حد الرمق...
فلسطين، أعلمي إنكِ أُمنا التي لم نرها إلا عبر الصور...
فلسطين، لاتقلقي فحتماً سنــــــــــــعود لكِ يوماً...

طموح

إيناس قدورة... طالبة في الجامعة الأمريكية في دبي تدرس الصحافة في سنتتها الثالثة... تصف إيناس تخصصها بالتخصص الصعب على عكس ما يقوله معظم الناس لها " ليش بتشكي كتير من دراستك كلو شقفة إعلام". تواصل إيناس بأن تخصصها يتطلب جهد كبيرا وثقافة لا حدود لها بالإضافة لوجود ضمير واع لينقل حقيقة المجتمع. ترى نفسها في مرآتها المستقبلية صحافية من الزمن القديم وليست صحافية كباقي الصحفيين في عصرها الحالي. فهي تعتقد أن بعض أشباه الصحفيين قد شوّهوا مهنة الصحافة ومصداقيتها القديمة في عكس الصورة الحقيقية للواقع. بات بعض صحافيي هذا العصر يؤلفون وينسجون أخبارا لا صحة ولا أساس لها وبالتالي أصبح معظم المتلقين لا يصدّقون هذه الأخبار من أي جهة إعلامية. تطمح إيناس بأن تكون مذيعة راديو مشهورة لها برنامجها المفيد ذو العدد الكبير من المستمعين أو أن تكون مديرة لمجلة تؤسسها بنفسها لتثبت نفسها في المجال الإعلامي. تتطلّع إيناس في المستقبل لإعادة مهنة الصحافة إلى مبادئها الأساسية وسد الفجوة الحالية بإزالة هذه "الأزمة الصحفية".

الجمعة، 29 مارس 2013

ديما قادمة :)

تعاني الصحافة من أزمة في المصداقية. فبسبب نشر الأكاذيب، وعدم التأكد من الحقائق من قِبل الصحفيين، لم تعد الصحافة مرآة الشعوب التي يعتمدون عليها لمعرفة الواقع. ومن الجدير بالذكر، أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تصاعد هذه الأزمة!!

ومما لا شك فيه، لا يمكننا أن نلوم الشعوب التي لا تجد متنفساً للتعبير عن نفسها سوى عبر هذه المواقع، والتي من وجهة نظرهم تنقل الواقع بشفافية أكثر من القنوات أو الوسائل الصحافية.

وهذا يلقي على عاتق الصحفيين المسقبليين مسؤولية وتحديات أكبر. وبما أنني واحدة منهم قررت أن ألتزم بأخلاقيات الصحافة من الآن وأن لا أقبل على نفسي أي تجاوز لهذه الأساسيات.

ديما قادمة .. لتغيّر الصحافة .. فانتظروهــا 

الأربعاء، 27 مارس 2013

أكثر سؤال يحيرني!


طُلب مني ومن طالبات صفي كتابة موضوع نَصِف فيه كيف نتخيل أنفسنا في المستقبل. على الرغم من أنه موضوع شخصي لا يتطلب بحثا ولا توثيقا ولا مراجعا، فإنه من أصعب المواضيع التي طلب مني كتابتها. فأنا بطبعي شخص متقلب جدا وحالم لأبعد الحدود، بحيث لا يسمح لي طموحي أن أستسلسم أو أضع حدا لما حلم به. 

لم يمر عليي شهرين متتاليين وأنا أتخيل نفسي بنفس الموقع في المستقبل أو لي نفس الطموح. ففي أيام، أحلم بأن أكون صحفية محترفة ولي أعمدة في أعرق الصحف في العالم مثل  The New York Times، وحتى أتخيل أن أحد مقاللاتي سينال جايزة ال Pulitzer المرموقة في عالم الصحافة.  في أوقات أخرى أتخيل أنني مذيعة تلفزيونية شهيرة، لي أسم معروف يفتح لي كل الأبواب، ويجعلني أحيا حياة مليئة بالمناسبات والدعوات والبهرجة. و في أحيانٍ أخرى، أتخيل أنني قد أسست شركة خاصة بي تعنى بالإعلام والعلاقات العامة والمناسبات، وبذلك أجمع كل شيء يهمني ويجذبني في مكان واحد. 

لكن بعد الرجوع الى كل تلك الصور التي رسمتها عن مستقبلي، أعرف أن هناك شيئا مشتركا بين كل تلك الصور التي تخيلتها، و سيكون حاضرا -بإذن الله- بغض النظر عن الطريق الذي سأسلكه، وهو أنني سأعمل لأكون الأفضل في أي مجالٍ أخوضه ولن أكتفي بذلك، بل سأسعى للتميز فيه أيضا، فلا أود أن يمر إسمي مرور الكرام في عالم الإعلام والصحافة، وهذا-برأيي- حق نفسي وقدراتي عليي. 



الصحافة وأبطال الديجتال!



الصحافة هي "المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور". هل درس الصحافيون هذا التعريف من قبل أم أنهم درسوه ونسوه، لأن عقولهم قد أضمحلت بسبب ما يحدث أمامهم في هذا العالم؟ أم أنهم درسوه لكنهم لم يحبوه فقرروا أن يتناسوه؟ أم ماذا؟ فأنا اليوم أشعر بالضياع؟ لأنني لا أعرف من الصادق ومن الكذاب؟ فقد أصبحت أشعر بأن الصحافيون يذهبون إلى عالم أخر غير العالم الذي نعيش فيه, فيأتوننا بأخبار لا نعرف هل هي أخبار الأرض أم أخبار كوكب أخر! تماماً كما حدث مع أبطال رسوم أبطال الديجتال فقد ذهبوا إلى عالم الديجتال ليحاربوا الشر بمساعدة أصدقائهم الرقميون وعندما ما عادوا للأرض لم يصدقهم أحد .. قد يكون هناك وجه شبه بين الصحافيون وأبطال الديجتال  لكن أبطال الديجتال ذهبوا ليحاربوا الشر وذهبوا بعد أن تم انتقائهم وفقاً لطيب صفات كل منهم .. لكن أبطال الصحافة لا أعرف على أي أساس تم أختيارهم، ووفقاً لأي قواعد يكتبون وينشرون ويحللون الاخبار،  ولا أعرف ماذا يؤيدون ولا ماذا يحاربون, ولا أعرف ماذا تعلموا في الجامعات، ولا أعرف أن  كانوا قد تعلموا من الأساس أم لم يتعلموا. عندما تحدثنا في الحصة الماضية عن أزمة الصحافة  الحالية وذكرت معلمتنا ديمة الخطيب أن أحد الصحافيون قد كتب في مقالة عن عشيقة الرئيس الراحل تشافيز، قفز في رأسي سؤال, فأنا كمتلقي بماذا سأستفيد أن تم اطلاعي على علاقات الرئيس العاطفية؟ ومن ثم أن معلومة كهذه لا يجب أن توضع في صفحة متعلقة في أخبار عالم السياسية، وأن وجب وضعها في مكان ما في عالم الصحافة فيجب أن توضع في أحدى صفحات مجلات الصحافة الصفراء. قد يرى البعض أن العيب على الصحافي وحده وأنه هو المذنب في كل ما يحدث لكنني أرى أن ثلث الحق على الصحافي وثلثيه على مؤسسات الإعلام التي لم نعد نرى منها مؤسسة واحدة رمادية الهوى فأغلبهم "يا أبيض يا أسود" وحتى الأبيض اليوم أصبح أبيضاً متسخاً يعرض أنصاف الحقائق دون تدقيق ودون مراعاة أخلاقيات المهنة. أكبر كارثة حدثت في عالم الصحافة هي التباين الظاهر بين ما تعرضه قنوات الأخبار الخاصة مثل العربية والجزيرة عما يدور في سوريا وما يعرضه التلفزيون السوري عما يدور على أرض بلاده. فعندما تفتح التلفزيون السوري ترى السلام وتستمع لأغاني فيروز وتراهم يعرضون أخبار الدول الثانية وكأن شيء لا يحدث على أرضهم، وما أن تقلب المحطة حتى ترى دمار وقتل وموتى وأشياء مفزعة في سوريا!!  وهنا أنا كمتفرج أشعر بأنني أعيش في كوكب مختلف لا يمت بصلة للكوكب الذي تحصل عليه هذه الوقائع. أعتقد أن حادثة كهذه كفيلة بأن تصيب واحد من بين كل عشرة متفرجين بانفصام شخصي يخلق في رأسه 14 شخصية مختلفة. فيا ترى متى سيعود أبطال الصحافة من عالم الديجتال الخاص بهم؟ و أن عادوا وعرضوا لنا الحقائق فهل سنصدقهم؟

صحفيون ولكن!

 
يقال أن الصحافة هي السلطة الرابعة، ومن لديه هذه السلطة يستطيع أن يغير أشياء كثيرة مما يجري من حوله. وفي طبيعة الحال فأن الصحفي يمتلك قلمه سلاحا وكلمته سلطة.
ولكن صحفيي عصرنا هذا بدؤا يستخدمون أسلحتهم ضد أنفسهم. أقول هذا لأنني أرى بأن صحفتنا العربية بدأت تمر بمرحلة عصيبة لأنها تواجه العديد من المشاكل. مشاكل وصلت الى حد أن لا يثق القارئ بما يكتب في الصحافة حتى لو كان صحيحا مئة بالمئة. عدم الثقة هذا سببه الصحفيون من جهة والمسؤولون عن المؤسسات الصحفية من جهة أخرى.
فعندما يبدأ الحديث عن الصحافة العربية، تكثر التساؤلات حول الواقع التي التمر به والمستقبل الذي ينتظرها. فنحن وبكل أسف نعيش واقعا في العالم العربي "إختلط به الحابل بالنابل" كما يقول المثل الشعبي. فلم تعد مهنة الصحافة والإعلام محصورة بالمتخصصين في هذا المجال، بل أصبحت مهنة من ليس له مهنة. فليس من المفاجئ أبدا أن نلتقي يوما بمقدم تلفزيوني يلقب نفسه "إعلامي" وهو لا يعرف مبادئ اللغة العربية ولا يعرف كيف يكتب الخبر الصحفي. ويمكن أن تصل الأمور الى أبعد من ذلك، فنلتقي بصحفي لا يعرف بمبادئ الصحافة الأساسية.
وقد تتعدد أسباب هذه المعضلة. فالمناهج والمساقات الصحفية التي تدرس بالجامعات العربية ليست ذات كفاءة عالية لكي يتم الإعتماد عليها بشكل كلي. بالإضافة الى ذلك فإن مخرجات التعليم تعتمد بشكل كبير على الجانب النظري و تهمل الجانب العملي، مما يسبب في تخريج صحفيين غير قادرين على ممارسة المهنة على أرض الواقع. وبما أن المؤسسات الإعلامية بمختلف نشاطاتها لا تسعى الى إستقطاب الخريجين الجدد لكي تعمل على تدريبهم وصقل مهاراتهم فيبقى هؤلاء الصحفيين محدودي الخبرة وغير قادرين على التطور في مهنة تبدو سهلة ولكنها من أصعب المهن. فإن معظم الجامعات بالعالم العربي ما زالت بعيدة عن واقع السوق الإعلامي، وما زالت عاجزة عن تزويد هذا السوق بالكفاءات المطلوبة بسبب افتقارها للجانب العملي واعتمادها بشكل كامل على الجانب النظري، بالإضافة لعدم توفر المختبرات العملية.
ولم تقف التحديات التي تواجه الصحافة العربية عند عدم كفاءة الصحفيين بل ذهبت أبعد من ذلك. فبات الصحفيون يكتبون معلومات مغلوطة ويشوهون الحقائق. رغم أن أول بند من بنود أخلاقيات مهنة الصحافة هو نقل الحقيقة والمصداقية في عرض الوقائع وعدم الإنحياز، ولكن الواقع مختلف جدا.  فترى الصحفيين يصولون ويجولون على كيفهم يشوهون الحقائق، ينحازون بآرائهم، ويرتكبون الأخطاء المهنية التي لا تعد ولا تحصى.
فهل يجب أن نقرأ الفاتحة على مستقبل هذه المهنة العظيمة؟  سأترك الإجابة لكم....


الثلاثاء، 26 مارس 2013

ديمة الخطيب لاتقلقي...

 


عندما انتسبت إلى كلية محمد بن راشد للإعلام لم أكن أعي بالمُهمة التي تُلقى على عاتقي، فأنا هوايتي في الكتابة لم تتعدْ كتابة خواطر تجول في خاطري فأترجمها عبر قلمي المتواضع على وريقات مذكرتي في يوم الأم، أو يوم الأرض، أو يوم تخرجي من الثانوية وغيرها من المُناسبات. ولكنني عندما تخصصت في مجال الصحافة بشكلٍ أعمق، شيئاً ماتغير بداخلي حين علمت أن علي أن أضع خواطري جانباً وأكتب بقلمي هو نفسه وعلى وريقاتي هي ذاتها مايدور في عقول الناس وخواطرهم، وأن أسلط الضوء على ماقد يحاولون شرحه مراراً وتكراراً دون أن يأبه لهم أحد.
تسليط الضوء على قضايا وطننا العربي التي بتنا نتناولها كطبق رئيسي على مائدة غداءنا اليومي أهم من خواطري، وأهم من حلم طفولتي الذي رافقني منذ نعومة أظفاري بأن أكتب كجدي الذي لطالما رأيته يكتب ويكتب الشعر دون ملل أو كلل ليؤلف كتاب يتلوه كتاب آخر عليه اسمه بالخط العريض. حلمي الذي أرجعني به البعض إلى جدي- رحمه الله، علي أن أضعه جانباً تجاه تلك الأزمة التي تمر بها عزيزتي "الصحافة".
كذب، وتلفيق، وخداع، وطعن، وتشهير كلها أعراض مرض تُصاب به هذه الأيام الصحافة. يعدونها هم صحافة وأنا لا أنسبها إلى الصحافة أصلاً، فكيف لرسالة الصحافة العريقة التي تقوم على أسس المصداقية والأمانة أن تحوي مثل هذه الفضائح والأكاذيب المُفبركة. رسالة الصحافة التي تعملتها علي أيد دكاترتي في الجامعة وخصوصاً على أيد النجمة اللامعة الأُستاذة- ديمة الخطيب، التي ظهرت في سماء دراستي الجامعية هذا الموسم، أسمى من ذلك بكثير، فهي لا تعني بأن أكون مشهورة فحسب، بل تطلق بي العنّان لأن أخدم الناس وأن أسخر كل مابوسعي تسخيره لإيصال أصواتهم التي أُرهقت أوتارها، دون أن تطغى عليها أهوائي الشخصية، تحت كلمة واحدة ومعيار واحد لا ثانٍ له هو الأمانة. أتذكر جيداً تلك المُحاضرة التي كتبت فيها أستاذتي ديمة الخطيب الأمانة على السبورة بخط أحمرعريض وحولها دائرة لتنبهنا جيداً بأن الصحفي دون أمانة تماماً كالنهر الجاري بلا ماء.
الأمانة التي اعتدت أن أطبقها عندما توصيني أمي أن أخبر والدي شيئاً في غيابها، سأطبق مفهومها في مستقبلي الذي يفصلني عنه بضع خطوات بشكلٍ أوسع عندما أُخبر الجماهير عن مشاكل، وأحلام وأزمات تمر بها شعوبنا وتريد الحل لها فور إيجاده.أظنها مُهمةً صعبةً بعض الشيء ولكنني على يقينٍ تام بأن ضميري المُستيقظ بداخلي سيسهلها أمامي وسيجعلني أشعر براحةٍ لامثيل لها، كون ذلك الحس الإنساني النابض بين أضلعي يُميزني عن غيري من صحفيين وأدوا ضمائرهم بداخلهم وهم مازالوا على قيد الحياة.
أُستاذتي- ديمة الخطيب، لاتقلقي فشعور الكآبة الذي أصابكِ حينما رأيتي إطار صورة رئيسة الأرجنيتن تشغله رئيسة فنزويلا دون سابق إنذار، لن يدوم مطولاً لأننا سنبذل نحن طلبتكِ، صحفيين المستقبل الواعد، قُصارى جهدنا بأن تكون الأمانة التي علمتينا إياها اسماً لنا ما أن ندخل ميدان العمل ونمارس الصحافة فيه كخدمة تجاه الإنسانية قبل أن تكون مهنة نمتهنها لأجل كسب لقمة العيش.
 
 


الأربعاء، 20 مارس 2013

24 ساعة في اليوم ليست كافية !



هل ال 24 ساعة في اليوم كافية لطالبة يبدأ يومها الجامعي من الساعة الثامنة صباحا لتعود إلى المنزل في تمام الساعة التاسعة والنصف مساء لتعطي حق التواصل مع جميع الأشخاص في حياتها مع إستمرارها على السيطرة على مستواها الدراسي مع إيجاد وقت للترفيه عن نفسها؟  نعم إنها ضريبة العيش في الشارقة! مشاغل الحياة كثيرة فهل تصل الأمور إلى أن لا تجد إيناس الوقت الكافي لشراء هدية رمزية تعبّر عن حبها لأمها في يوم الأم؟  وهل تضطر إيناس لأن تلجأ للعادة التقليدية في كل سنة لتقدّم هدية مشتركة منها ومن أخواتها؟  كلا، إيناس ستبذل كل ما في وسعها لتغيّر هذا الروتين.  فتعب إيناس اليومي لا يساوي القليل من تعب أمها عليها لتوصلها على ما هي عليه اليوم.  فهي ملكة قلبي، وتاج رأسي، أغرقتني بدلالها وملكتني بطيبة قلبها وحنانها.  أحـــبــــك أمــــــــــي J   

أنا مزاجي!


تسأله ما هي صفاتك فيجيبك: أنا مزاجي , نعم فقد أصبحت هذه الصفة في الآونة الأخيرة ميزة لا عيب من وجهة نظر من يدعون أنهم يتصفون بها, فتجد البعض يتفاخر بكونه مزاجياً, وكأن المزاجية ستضفي على شخصيته لمسة من الجاذبية, والأدهى والأمر أن الموضوع قد تفاقم وأصبح البعض يكتب عنه خواطر وقصائد يتداولونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تتحدث هذه القصائد عن مدى الصعوبة التي ستواجهها في تعاملك مع المرسل بسبب مزاجيته وتقلبه من حال إلى حال. واحدة من هذه الرسائل تقول: قبل الحديث معي تعوذ من مزاجيتي ثلاثاُ. في كل مرة أقرأ فيها هذه الجملة لا أعرف هل علي أن أتعوذ من مزاجية المرسل أم منه هو شخصياً أم من الشيطان الذي أوهمه بأن المزاجية ميزة. في مرة من المرات سمعت أحد الأشخاص يتحدث عن نفسه ويقول أنه من الممكن جداً أن يدخل في حالة من الضحك والسعادة لينقلب بعدها مزاجه, وبلحظة واحدة, إلى حالة أخرى تختلف تماماً عما كان عليه كأنه شخص أخر لأنه مزاجي جداً، وهنا تذكرت مرضاً نفسياً درسته في مادة علم النفس اسمه مرض Bipolar وتعني الكلمة بالعربية ثنائي القطب. أعراض هذا المرض تتلخص في الحالة التي تكلم عنها هذا الشخص. من داخلي كنت أعرف ومتأكدة تماماً أن هذا الشخص غير مصاب بمرض نفسي وأنه قد بالغ في الوصف لكي يلفت الأنظار, لكن ما كنت أجهله هو ردة فعل المستمع لحديثه, فهل أدت المبالغة مهمتها ولفتت النظر, أم أن المستمع قد قرر أن يذهب مع الريح بلا عودة بعد هذا الاعتراف! 


الثلاثاء، 19 مارس 2013

بحبو يا ماما

محدثتكم واحدة من أشد المعجبين بالوجبات السريعة. لدرجة أنها لا تمانع أن تكون طعامها اليومي صبحاً، ظهراً، ومساءً.

أتذكر تماماً حين كنت أقف ووالدي على "شباك" أحد مطاعم الوجبات السريعة، كنت حينها  في العاشرة من عمري، وبعفوية قلت: "بس أكبر بدي أشتغل هون .. عشان آكل قد مابدي".
 
واليوم قررت والدتي أن تضع حداً لهذا "الحب"بعد أن قرأت خبراً على شبكة الأخبار الإماراتية يفيد أن الثلج المستخدم في مطاعم الوجبات السريعة أقذر من الماء المستخدم في الحمامات!!!!

لكن من يحب لا يتخلى عن محبوبه!!! فقررت أن أحضر مشروبي معي .. وأستمتع بوجباتي :)

جزمة سوداء

تصيبك الصحافة بالهوس فما تمسي إلا وقد سجلت مئات الأفكار في ذاكرتك لتصبح موضوع جدل في المستقبل.
آل بنا الحال -نحن الصحفيين- أن نقف عند كل شىء في حياتنا حتى ولو كان في طريقنا.
أقرب واقعة كانت منذ أيام. كنت أمشي وإذ  تستوقفني  جزمة سوداء مرمية على إحدى الأرصفة. تخيلت أن تكون الجزمة محور قصتي القادمة، بل وتخيلت بقية الأحداث.
يا إلهي.....لم أكن أتخيل في حياتي أن مجالي سيصيبني بالهوس!!!!

قلم رصاص

تحدثت بالأمس مع والدي بعد أيام من عدم سماع صوته.  شعرت بشوق لنصائح وكلماته التي لطالما نورت دروبي في أصعب أيامي المظلمة. فمنذ انضمامي للحياة الجامعية بدأت مواجهة العديد من المواقف والخبرات والتجارب التي يمر بها الإنسان لأول مرة بعد دخوله حياة النضج والاستقلالية، بعيدا عن حياة الطفولة والمدرسة. وكثير من تلك المواقف أضررت لأن أواجهها وأنا ليس لدي الحد الأدنى من الخبرة الذي يسلحني ضد الخطأ أو الإخفاق، ولكن لطالما كان عند والدي الكلمات التي أحتاجها و الجواب الشافي لكل سؤال. فهو الوالد والزوج والطبيب والأخ و الصديق الذي قضى خمس عقود من عمره يتعلم في مدرسة الحياة.
كم تعجبني ثقته وهو يجاوب أسألتي ويطمئن قلبي بخصوص أصعب الأمور التي تواجهني.فحين أخبرته أمس عن قلقي الدائم تجاه  الوقوع في الأخطاء، وكم يؤنبني ضميري حين أقع في خطأ في أي موقف، أجابني بحكمة كان قد سمعها سابقا، قائلا "عندما كنا صغارا، كانو يعطوننا قلم رصاص كي نكتب فيه لنمسح بكل سهولة أي خطأ نكتبه، ولكن عندما كبرنا، أصبحنا نكتب بقلم الحبر الثابت، لأن أخطاءنا تصبح ذات جدية أكبر وتصبح صعبة التبرير والنسيان. أنت الآن لازلتي في مرحلة قلم الرصاص، تخطئين وتمسحين حتى تتعلمي ويقوى عودك وتقوى خبرتك في الحياة."
كلمات والدي أعطتني الأمل الثقة في خياراتي مرة أخرى ، فلطالما شجعني لكي أخوض في تجارب جديدة وخبرات جديدة دون الخوف من الخطأ الذي كان يثبط من عزمي في بعض الأحيان ويحولي بين وبين مواجهة التجارب الجديدة.
أغلقت الهاتف وأنا في بالي شاغل جديد، وهو التعلم قدر المستطاع من أي غلط أو تجربة، وعدم جعلها تمر بدون فائدة، حتى أصبح شخصا ناضجا قليل الخطأ، فنحن طلاب دائمون في أصعب وأكبر وأهم- وأحينا اقسى- مدرسة في الوجود، ألا وهي مدرسة الحياة.  


الأحد، 17 مارس 2013

برشا ومدريد من ساحات الملاعب الخضراء إلى كلمات الأغاني!


 


حسين الجسمي يغني لبرشلونة فيُدندن منطرباً كعادته ولكن هذه المرة بحس رياضي:  "حبيبى برشلونى يموت فى برشلونه وانا مدريدي لكن بغير لعيونه"
 
  
هكذا عبر الجسمي عن برشلونيته، ولكن هيهات لولع ماجد الزريقات المدريدي أن ينطرب على ألحان تلك الأغنية البرشلونية البحتة، فهاهو يرد بأغنية أُخرى لكنها لصالح مدريد هذه المرة لتكون النتيجة النهائية أغنية لصالح برشلونة وأغنية لصالح رويال مدريد، يقول فيها الزريقات:
"حبيبي مدريدي
ويريد مدريده
وانا علشانه البرشا ما ريده."
 
 
 
 
أشواط مباريات كرة القدم بين رويال مدريد وبرشلونة لم تقتصر فقط على ساحات الملاعب الخضراء بل أدى ولع المغنيون الرياضي إلى أن يتغزل حسين الجسمي بحبيبته على حساب برشلونة، ويرد عليه نظيره الزريقات مُخاطباً محبوبته أيضاً بطابع رويال مدريد.
 





 
عندما سمعت أغنية حبيبي مدريدي على إذاعة الرابعة اف أم، كدت لا أصدق أذني لأنني قبل يومين قد سمعت حسين الجسمي هو الآخر يغني لبرشلونة. يا آلهي! فإلى هذا الحد وصل غرام هؤلاء المطربين بمنتخباتهم الرياضية، إلى الحد الذي يجعلهم يلحنون ويغنون كلمات أغاني كتبت برُمتها إلى تلك النوادي الرياضية.  حسين الجسمي الذي اعتدنا عليه  يُغني "بحبك وحشتيني" و"فقدتك يا أعز الناس" بقمة الرومانسية، يبدو أنه قد سأم من منوال أغانيه المُعتاد ليكتسح ناديه المُفضل "برشلونة" سلمه الموسيقي.
ربما يختلف المشجعون مابين مدريدي وبرشلوني، ولكن الجمهور كافة يجزم على أن تداول هذه الأغاني على إذعات الراديو وقنوات الأغاني قد فاق الوصف، فما أن تضغط بسبابتك على مفتاح تشغيل الراديو، حتى تسمع ألحان تلك الأغاني تتهافت على أذنك، وخاصة إذا ما كانت برشلونة ومدريد سيتواجهان على أرض الملعب. لذلك وفي ظل ظاهرة الطرب الرياضي في الأسواق الغنائية، أصبح الحبيب ما أن يعرف أن محبوبته تشجع برشلونة، لايهديها وردة حمراء أو دبدوب ينطق  “I love you” ليُذكرها به، بل عوضاً عن ذلك يهديها أغنية حبيبي برشلوني ليعمق أواصر الحب والرياضة بينهما.
لكل وقت أذان ووقت أغاني الحب الخالصة التي كانت معانيها تدور حول الحب والهيام  يبدو أنه قد ولى، ليحل محله كلمات أغاني قد امتزجت بحس رياضي وتشجيع للمنتخبات مصحوبة بموسيقى وبقافية يصعب على المستمع  نسيانها.

الجمعة، 8 مارس 2013

فن السيارات القذرة...


بعضنا يراها وسخاً فيزيلها بقطعة قماش وماء أو يسلط عليها خرطوم مياه متدفق لتزول لوحدها. وبعضنا لايستطيع استنشاقها فربما تسبب له حساسية فلا يعد قادراً على أن يلفظ أنفاسه. وبعضنا يعتبرها علامة على سفرٍ أو هجران فيسأل عن صاحبها فور رؤيتها. والبعض الآخر يتخذ منها منصة لرسوماته ولوحاته الفنية! "الغبار على زجاج السيارات" أضحى الفرشاة الذي يستخدمه بعض الرسامون لينسجوا رسوماتهم بكل فن وإبداع. فلكل منا هوايته التي تعبر عنه، فالبعض يغني والبعض يخطط والبعض الآخر يرسم على الغبار!

 

هواية تستحق الوقوف أمامها والنظر إليها عن كثب فبالرغم من غرابتها إلا أنها حقاً رائعة. هذه الهواية التي يُسميها البعض فن الرسم على غبار زجاج السيارات يُطلق عليها أيضاً فن السيارات القذرة.

فعلاً، كم هو جميل أن نحول الشيء الذي اعتدنا أن نراه علامة للقذارة إلى شيء على النقيض تماماً ننظر إليه بملء أعيينا جمالاً وإجلالاً.

 

 

فتخيل نفسك أيها القارئ ذات يوم تستيقظ من نومك في الصباح الباكر، وتنزل لتقود سيارتك فتتفاجئ بلوحة فنية مرسومة على غبارها! حينها هل ستتركها وربما ستسأل أحداً لتتصور معها، أم ستقوم بغسل السيارة وغسل تلك اللوحة مهما كانت جميلة؟!

الأربعاء، 6 مارس 2013

هل العادات والأعراف أمر نسبي؟

في كل مكان في العالم، حتى بين المدن المختلفة في نفس الدولة، هناك اختلاف ولو حتى بسيط في العادات والمعتقدات الاجتماعية مقارنة بأماكن أخرى. وقد شعرت بهذا الاختلاف كثيرا في حياتي نظرا لتنقلي وسكني بين دول مختلفة في العالم العربي، مثل سوريا، والسعودية، فمثلا، ماهو اجتماعيا مقبول ومسموح، في الإمارات، مثل الاختلاط بالرجال في العمل والجامعة ومشاركتهم العمل في المشاريع أو حتى الرحلات الجامعية وغيره، هو ممنوع ومحرم في أماكن أخرى مثل السعودية، حيث يمنع اختلاط النساء والرجال حتى في المطاعم، ما عدا العائلات طبعا. وفي سوريا مثلا، أحرص على أن يكون لباسي بطول وشكل معين كي أتجنب المضايقات في الشارع والمعاكسات، بينما في دبي يندر تعرض الفتاة لمعاكسات من قبل الشباب أو الرجال في العامة، فترى نفسها حرة في وتشعر بالأمان كي ترتدي ما يروق لهادون الاضطرار للالتزام بالتقاليد في مكان آخر. هذه الأمور والكثير غيرها، مثل أوقات الخروج والعودة من المنزل، السفر، العمل، العلاقات الشخصية مع الجنسين، بالإضافة للنشاطات الترفيهية والاجتماعية، كل منها  يختلف الحكم عليه و الخط الذي يفصل المقبول بالمرفوض اجتماعيا فيه حسب الدولة والمدينة وأحيانا حتى الشارع الذي تسكن فيه. 
لكن السؤال الذي يراودني أحيانا هو، هل من المقبول أن يتغير تصرف وحكم الشخص على ناحية أو عرف اجتماعي حسب المكان ورأي الناس السائد  من حوله؟ أم هل يجب على الانسان الالتزام بقواعد تربى عليها، كثير منها ليست بسبب خلفية دينية أو عرف مقبول بشكل واسع، ولكن بسبب المحاولة لإرضاء المجتمع والتماشي معه؟ 
سؤال مثل هذا سيكون في صميم خبرة كل شخص يسافر ويتنقل كثيرا وخصوصا وهو في سن صغير، لما سيمر به من التجارب التي لم تمر عليه من قبل والخبرات التي ستشكل شخصيته ويتعرض لها عبر حياته. وآمل أن أجد الإجابة الصحيحة والمرضية قريبا في ظل خبرتي التي أعيشها حاليا. 

تناقض




في بعض الأحيان تصيبنا حالات تناقض قد لا نعيها فنناقض مشاعرنا ونعبس في وجوه من نحب, و نضحك في وجوه الآخرين. نرضي الآخرين دون أن نفكر في إرضاء أنفسنا وننسى أن كلاً منا يخلد إلى النوم وهو لا يفكر إلا بنفسه و بمشاغله. نحكم على غيرنا, نعطي دروساً في الأخلاق والمبادئ, وعندما يأتي الدور علينا نختلق لأنفسنا ألف عذر ونقول كل ابن ادم خطّاء. نجاهد لكي نحصل على بعض الأشياء وعندما تصل إلى أيدينا نهملها. ندعي الانفتاح والإيمان بالمساواة وعندما تصل المسألة لرجل وامرأة, حتى النساء تقول "عادي هو رجل". نكره النميمة عندما تتمحور حولنا و نتساءل: هل يوجد في هذه الدنيا إنسان صادق لا يطعن في الظهر, وعند أول موقف يضايقنا من أحد نبدئ بالنميمة  ونعتبرها نوع من أنواع الفضفضة. نحب ونكره في ذات الوقت, نعم تحصل لدى البعض منا حتى يختلط الأمر علينا فنعجز عن تحديد مشاعرنا تجاه هذه الشيء أو الشخص. نتناقض وحتى في تناقضنا نضع لمسات إبداعية تجعلنا غير قادرين على إدراك أننا متناقضين. والآن أترككم مع أغنية تناقض لعبد المجيد عبدالله و أتمنى أن تعجبكم لأنها لم تعجبني. أرأيتم التناقض ؟





الثلاثاء، 5 مارس 2013

في سطور قليلة

ميرنا منذر
 
جلست مع أفكارها، امام شاشة الحاسوب. تكتب ثم تمسح ما كتبته. وقد استمرت على هذه الحال لمدة طويله. لم تكن تنقصها الأفكار. لانها كانت ترى وتسمع كل يوم الكثير من القصص. بل كان ينقصها شيء ما تجهله . احست بالارهاق من نمط الحياة السريع الذي يتطلب من الانسان جهدا قياسيا كي يحقق ما يطمح اليه. وبما أن طموحاتها كبيرة، وجدت نفسها في سباق مع الزمن كي تنجز المطلوب منها على اكمل وجه. عادت وجلست من جديد امام شاشة الحاسوب ولكن في هذه المرة اصبحت تدرك ما كان ينقصها. وكتبت ...
 
 

ماذا بعد؟

قلقٌ، معاناةٌ، درسٌ وتعبٌ.
هي المراحل يمر فيها الإنسان عندما يجد نفسه في حالة بؤسٍ، بعدما عمل جاهدا" على شيءٍ ما في حياته لكي يصل إلى هدفه الأساسي.
نعم يا أصدقائي،
 هذه هي حالتي الآن بعدما عملت بجهدٍ كبير على واجبٍ كان يجب أن نسلمه في وقت معين ، لأحصل بعدها على نتيجة فاجأتني وفي نفس الوقت كانت حافزا" لي لأضاعف جهودي وأعمل ضعف ما قمت به.
هذه هي حالة الطالب الذي ينضغط في كلّ مواده التي يأمل النجاح فيها، بغية الوصول إلى ما يريده.
عندها يفكّر قائلا": ماذا بعد؟
ماذا بعد أن تعب ودرس وعمل جاهدا"،
ماذا بعد أن سهر الليالي يدرس ولم ينم للحظة،
نعم، هذه هي حالة الطالب،
هذه هي حالتي.
لكن لا أستسلم لأني أؤمن أن "من طلب العلا سهر الليالي" .

ما عاد في ناموس

أكبر من قيمة الحياة؟ قيمة اللآخرة... و على الطرف الآخر, أكبر من قيمة حياة الآخرين؟ قيمة النفس..
كبرت قيم هذا و تقلّصت قيم ذاك.. و لكن في كلا الطرفين لم يعد للحياة معنى و لا قيمة...
فإما: (الشهامة)
 أن تودّع كل أم ابنها ليشارك في نيل الحريّة فلا تتّبع قلبها الباكي خوفا عليه..  
أن يصرخ الطفل باسم الحريّة لا مباليا بصوت الرّصاص الذي يدوّي ردّا عليه..
أن يغلق أبي محله الصغير الذي يؤمن لنا قوتا إضرابا ضد القمع و الكبت و العنف..
أن تركض الثائرات على أضخم "الشبيحة" لتخلّص أخيهنّ منه..
أن ينشقّ الجنديّ عن الجيش القاتل فيقتل..
أن ترخص حياة الملايين دفاعا عن عزّة النفس و الكرامة..
فيبقى الخيار الأخير إمّا عدم المبالاة بالحياة على أن تتحرّر سوريتنا.. و إمّا أن لا تتحرّر..
أو: (الجبن و الذل)
أن يقتل الملايين لأخذه الملايين  
أن  يقتل الملايين مقابل حياته
أن يقتل أخيه مقابل المنصب الأكبر
أو أن يؤيد قاتل أبناء بلده و (بالتالي يساهم في قتلهم) للحصول على الاستقرار المعيشي..
فتتبرّى بلده منه و تتبنّاه عائلة الوحوش..
فلا عادت الحياة و قتل الروح بالغريب.. و لا عاد فقدان الحياة كتضحية بالغريب.. و لكن الغريب هو مفهوم القتل في سبيل المادة والاستشهاد في سبيل الحريّة و فرق الانحطاط و العلا..  

السبت، 2 مارس 2013

لو كنتم مكاني؟

ارتبط عام 2004 بآخر زيارة لي إلى أمي فلسطين.
لم تكن تكفيني حينها أعوامي الـ10 لأن أدرك طعم الوطن.
وها أنا اليوم ألوم ذاكرتي ...
التي لم تسعفني وقتها في أن أجمع أكبر قدر من الصور لعائلتي في مخيلتي ..
والتي خانتني الآن في أن أسترجع ذكرياتي معهم..

وها هو أبي قرّر السفر إلى فلسطين .. بعد أسبوعين من الآن..
فهل أتغيب عن دراستي لأنعش ذاكرتي .. أم أصبر علّ لقاءً آخراً يجمعنا؟

حين تعبس المدن الكبيرة... يبتسم لك المخيّم


لا يمكن فصل معاناة الفلسطينيين في مخيم اليرموك عن معاناة الشعب السوري البطل، الذي قدم التضحيات والدماء والشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين، ولا يمكن فصل معاناة مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية في سوريا عن معاناة حمص وحماة وإدلب وحلب ودير الزور وريف دمشق وكل المدن والقرى الأخرى.  مخيم اليرموك في دمشق .. ذلك المكان المفعم بالحياة يتعرض اليوم لقصف وتدمير تجعل سكانه تنزح منه لاستحالة الاستقرار والعيش فيه... مخيم اليرموك هو مخيم أنشأ عام 1957 لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين الفلسطينيين في سورية. مخيم اليرموك ليس مخيما للفلسطينيين فقط بل يضم عددا كبيرا من السوريين، ويشكل منطقة اقتصادية حيوية.  سكان المخيم وجهوا نداء استغاثة للعرب والعالم من أجل تجنيبهم ويلات حرب لم يتدخلوا فيها في سوريا.  حقيقة إن معاناة الفلسطينيون لم تنتهي بعد، بيت جدّي النازحون من فلسطين في عام 1948 ينزحون اليوم مجددا من منزلهم في مخيم اليرموك تحت الضغط و الإجبارعلى تركه... منزلهم هو الشيء الوحيد الذي يملكونه طوال هذه السنين سكن من قبل مسلّحين ليجعلوه نقطة تجمّع لهم..  فأنا حقا أتساءل هل سيرجع اليوم الذي كنت أستيقظ فيه في الإجازة الصيفية على صوت زقزقة العصافير وجدتي تقول لي " قومي إفطري يا إيناس جبتلك المناقيش اللي بتحبيها بكفي نوم" ؟ هل سأعود لأرى تلك الزواريب على زوايا الشوارع؟ و العجائز يجلسن أمام بيوتهن لألقي السلام عليهن ويلقين بدورهن السؤال المعتاد " يا بنتي إنتي بنت مين"؟  هل سأعود لأرى أسماء المدن الفلسطينية المنقوشة على جدار المخيم؟ فتلك هي الأجواء التي أربطها بوطني فلسطين الذي لم أراه..  باع العرب تلك الأرض المقدّسة فلسطين ... فهل سيبيعون مخيماتها أيضا؟ العودة لمخيم اليرموك هو يوم أنتظره بفارغ الصبر ... بيت جدي أدعو الله أن يحميكم من كل شر فأنتم صدقا أحب خلق الله إلي.        

حواء اطمئني


 

أدهشني ماطرحته شركة "أبل" مُوخراً بشأن ذلك المحبس الفريد من نوعه"iRing" والذي يُمكنه أن يكشف أية خيانة زوجية أو عاطفية قبل أن تحدث، فهو بمثابة وإن صح التعبير،عين ثالثة تتبع الشريك في أي وقت وفي أي مكان يذهب إليه.
حدقت في ذلك المحبس عندما قرأت الخبر أتأمله وغرقت بسلسلة أفكاري التي تعرف البداية ولانهاية لها. فاليوم لم تعد حواء بحاجة إلى أن ترهق آدم بأسألتها قبل خروجه من المنزل، من مثل:
 إلى أين ستذهب؟
ومع من؟
ومتى سترجع؟
 
 
حيث وفرت شركة"أبل" الجواب الشافي لكل هذه الأسئلة التي لطالما كانت ترهق آدم ولكنها وبكل تأكيد كانت ومازالت تهدئ من نار غيرة حواء التي لا تخبت ولاتنطفأ.
أمي التي كنت ألمحها تأكل أظافرها عندما يتأخر أبي على البيت نصف ساعة خشية أن يكون أبي على حد قولها: "يلعب بذيله"، لم أكن مثلها في المستقبل "إن شاء الله"، فبمجرد أن يدق الشك باب قلبي سيكون "iRing" بين أصابع يدي يكشف لي الظاهر والمستور.
فشكــراً "أبل" على هذا الاختراع الذي يجعل كل زوجة في علاقتها مع زوجها أو أي حواء ستخوض تلك العلاقة "تضع بطيخة صيفي" في عقلها قبل بطنها.