الثلاثاء، 29 يناير 2013

لا تكن آخر من يعلم!


تخيل أنك تمتلك الطريقة للحصول على أي شيء تحلم به، مهما كان صعبا أو بعيد المنال. على الأغلب الكثير من الصور ستمر في مخيلتك. هل هي فرحتك عندما تمتلك سيارة أحلامك؟ أم حصولك مبلغا كبير من النقود؟ أم فوزك بقلب الفتاة أو الشاب الذي لطالما داعبت صورته مخيلتك؟
العديد من الفلاسفة والقادة والعلماء بحثوا في أسرار الحياة عبر قرون من الخبرة المتراكمة القادمة من شتى الحضارات من أقصى الشرق في آسيا إلى أقصى الغرب في أمريكا، وتوصلوا، على حد قولهم، إلى سر الحصول على أي هدف أو حلم. وفي الواقع، كتاب "السر" أو The Secretالمشهور عالميا، والذي ترجم لأغلب لغات العالم، يتحدث عن هذا السر.
في الأسبوع الماضي قمت بقراءة كتاب "السر" للكاتبة روندا باين، وهو كتاب لطالما رغبت في قراءته لسماعي الكثير عن شهرته وعن المبيعات الكبيرة التي حققها عالميا. في البداية لم أعرف بالضبط عما يتحث الكتاب، فغلافه ومقدمته يثيران الفضول لكن فيهما الكثير من التلميحات الغامضة لهذا السر الذي لم أستطع التوقف عن قراءة الكتاب حتى اكتشفته.
وبعد قراءة بضع صفحات، توصلت لخلاصة السر مختصرة ومباشرة أمامي مثل جوهرة أخذت سنينا لاستخلاصها وتلميعها وتحويلها لقطعة نادرة. والسر ببساطة هو: قانون الجذب.
قانون الجذب باختصار ينص أن حياة الإنسان هي نتيجة تفكيره، فالشخص يجذب أي شيء يفكر فيه، سلبيا كان أم إيجابيا، كما يجذب المغناطيس المعادن. فذهن كل شخص هو عبارة عن "برج إرسال" يرسل ذبذبات يتلقاها العالم ليعطيه ما يفكر فيه. يمكن أن يفكر الإنسان بالأموال، الأشياء، العلاقات، الأعمال، المشاعر، وكلها يمكن أن يجذبها إليه أو ينفرها منه عبر قانون الجذب عبر التفكير فيها بشكل إيجابي، كقوله "إنني سأجد فرصة عمل تلاقي طموحي"، أو سلبي، مثل قوله "إنني فاشل وأبواب الحياة دائما مغلقة في وجهي".
عندما قرأت عن السر، شعرت أنه ليس بالغموض والصعوبة التي تخيلتها، فلطالما سمعت تعابير مثل "تفاءلوا بالخير تجدوه" وعن أهمية حسن الظن بالله للحصول على الخير. وبعد الانتهاء من قراءة الكتاب وقراءة مئات الأمثلة والتجارب التي ذكرت فيه عن أناس حصلوا عبر قانون الجذب على مبتغاهم، شعرت بالحماس لتطبيق النظرية في حياتي اليومية. وفعلا،بدأت بكتابة كل ما أحلم به على ورقة وأنا أعلم أن التفكير الإيجابي هو الخطوة الأولى في طريق تحقيق ما أتمناه، والخطوة الثانية والأهم هي أن أضع رؤية وخطة واضحين كي أسعى للحصول على مبتغاي.
لكن هل فعلا قانون الجذب هو سر عمل هذا الكون؟ وهل مجرد التفكير الإيجابي والمستمر بشيء معين، كأن أتخيل وأؤمن بامتلاكي مبلغا كبير من المال، سيجعلني أنال هذا المبلغ؟في الواقع، كثير من المواقف والأشياء التي ينال عليها الإنسان تكون نتيجة صدفة مفاجئة أو أمر فرض عليه دون التفكير فيه، وبهذا نجد أن الحياة هي نتيجة قضاء وقدر ولسنا نحن من نرسم مستقبلنا.
 لكن هذه النظرة محدودة قليلا، فمجرد وقوعنا بموقف معين خارج عن إرادتنا أو تخطيطنا لا يعني أننا لن نحص على مافي بالنا من الخطط، فمن الممكن أن تكون الخطوة التي أجبرنا على اتخاذها مكرهين هي الخطوة الأولى لحصولنا على مبتغانا، وأنها ستكون ما نحتاجه بالضبط كي نكون في الطريق السليم والصحيح للحصول على هدفنا الأسمى. لهذا، يجب أن ننظر إلى الصورة الأكبر أو الخريطة الأشمل لحياتنا حين تواجهنا بما لا نرغب فيه، لأنه على الأغلب سيكون الطريق لحصولنا على ما نرغب فيه ولو طال الزمن.وهذا الشئ تأكد في القران الكريم في قول "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم".  
عندما أفكر في كل  ما مر عليي في حياتي من تجارب اجتماعية أو مهنية أو دراسية، أرى أن حياتي سارت بالضبط كما تمنيتها أن تسير، لكن ليس كما تخيلتها. لهذا، دائما تأمل الأفضل وآمن بأنك ستحصل عليه، ثم ثابر في سبيله باجتهاد، ودع الباقي للأقدار التي ستسيرك بطريقة ما للحصول على ما تريده حتى لو لم ترى المغزى مما تواجهه في حياتك الان.
أما الآن سأعود لكتابة أحلامي في ورقة سأضعها بجانب سريرري كي أذكر نفسي فيها صباح كل يوم، وسأضع في بالي إني سأحصل عليها عاجلا غير آجل مثلما أتمنى بالضبط، وبيني وبينكم، أتمنى أن تكون سيارة أحلامي هي أول ما يستجيب لذبذبات أفكاري! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق