الأربعاء، 30 يناير 2013

!نفاق ما بعده نفاق



!نفاق ما بعده نفاق

لماذا يعتذر روبرت مردوخ شخصياً عن رسم كاريكاتيري يكاد لا يكون شديد الإهانة مقارنة برسوم أخرى تنشر يومياً في صحف
 العالم مسقطاً بتناسيه هذا أهم حق من حقوق المواطن وفقاً للدستور العالمي و الأمريكي المتعارف عليه، ألا و هو حرية التعبير؟
أين حرية التعبير التي يدّعون؟ أم أن حرية التعبير تمارس عند اللزوم؟ وهل اللزوم يعني المواقف التي تخدم مصالح الطرف الأقوى سياسياً و اقتصادياً؟
 
يوم الاثنين، و بعد احتجاج الجهات اليهودية، قدم مردوخ اعتذاراً علنياً و شخصياً لجميع الرابطات و المؤسسات اليهودية البريطانية و غيرها لنشر رسم كاريكاتيري في صحيفة "سنداي تايمز" البريطانية لرئيس الوزراء اليهودي نتنياهو و هو يقوم ببناء الحاجز الذي تبنيه "اسرائيل" منذ سنوات في الضفة الغربية، حيث صوّر الرسم نتنياهو حاملاً سكينة كبيرة حادة يتساقط منها قطرات دماء الفلسطينيين الذين تقتلهم اسرائيل لبناء الحاجز. كما و حمل الرسم الكاريكاتيري تعليقاً يقول: "الانتخابات الاسرائيلية. هل سيستمر بناء السلام؟

ما عسانا إلا أن نتذكر حوادث مشابه عند قراءة هكذا خبر. الجدير بالذكر حادثة الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية المسيئة لرسول الإسلام محمد -صلى الله عليه و سلم-  وحادثة الفيلم المسيئ للرسول محمد –صلى الله عليه و سلم- منذ بضعة أشهر. ثم نتذكر طريقة تعامل العالم و ردة فعل المجتمع الدولي لهذه الرسوم و هذا الفيلم

بينما لم يكن رسم نتنياهو شديد الإهانة، كانت الرسوم المسيئة للرسول (ص) صوّرت الرسول بمواضع غير مقبولة تصل لما بعد حد الإهانة

بينما استهدف نتينياهو، و هو مجرد سياسي يحل منصباً، استهدف من جانبنا رسولاً مقدساً و رمزاً دينياً لا يمسّ بسوء وفقاً للفلسفة الإسلامية

بينما كان القصد من الرسم هو مجرد إبداء لرأي سياسي كما قال الرسام الكاريكاتوري الذي اعتذر لاحقا، جيرالد سكارفيه، كان القصد من الرسوم عن الرسول هوالإهانة البحتة

بينما احتجت بعض مؤسسات اليهود البريطانية و وصلهم اعتذاراً من اخطبوط الإعلام الغربي، احتج ملايين العرب و المسلمين فأسكتوا و أمر بإعادة نسر و طباعة الرسوم المسيئة في صحف العالم

بينما اعتذر الرسام الكاريكاتوري لليهود، كرّم الرسام الكاريكاتوري و نال جوائز عالمية عن رسومه المسيئة للرسول

بينما سقط حق حرية التعبير الذي يدعون عند هذه الحادثة، دافعوا عن الرسوم المسيئة للرسول بذات الحجة: "حق حرية التعبير عن الرأي

هل ستضيع حقوقنا في زمن أصبحت فيه السياسة الأقوى تتحكم و تسير الأمور جميعها لمصالحها؟
  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق