الثلاثاء، 19 مارس 2013

قلم رصاص

تحدثت بالأمس مع والدي بعد أيام من عدم سماع صوته.  شعرت بشوق لنصائح وكلماته التي لطالما نورت دروبي في أصعب أيامي المظلمة. فمنذ انضمامي للحياة الجامعية بدأت مواجهة العديد من المواقف والخبرات والتجارب التي يمر بها الإنسان لأول مرة بعد دخوله حياة النضج والاستقلالية، بعيدا عن حياة الطفولة والمدرسة. وكثير من تلك المواقف أضررت لأن أواجهها وأنا ليس لدي الحد الأدنى من الخبرة الذي يسلحني ضد الخطأ أو الإخفاق، ولكن لطالما كان عند والدي الكلمات التي أحتاجها و الجواب الشافي لكل سؤال. فهو الوالد والزوج والطبيب والأخ و الصديق الذي قضى خمس عقود من عمره يتعلم في مدرسة الحياة.
كم تعجبني ثقته وهو يجاوب أسألتي ويطمئن قلبي بخصوص أصعب الأمور التي تواجهني.فحين أخبرته أمس عن قلقي الدائم تجاه  الوقوع في الأخطاء، وكم يؤنبني ضميري حين أقع في خطأ في أي موقف، أجابني بحكمة كان قد سمعها سابقا، قائلا "عندما كنا صغارا، كانو يعطوننا قلم رصاص كي نكتب فيه لنمسح بكل سهولة أي خطأ نكتبه، ولكن عندما كبرنا، أصبحنا نكتب بقلم الحبر الثابت، لأن أخطاءنا تصبح ذات جدية أكبر وتصبح صعبة التبرير والنسيان. أنت الآن لازلتي في مرحلة قلم الرصاص، تخطئين وتمسحين حتى تتعلمي ويقوى عودك وتقوى خبرتك في الحياة."
كلمات والدي أعطتني الأمل الثقة في خياراتي مرة أخرى ، فلطالما شجعني لكي أخوض في تجارب جديدة وخبرات جديدة دون الخوف من الخطأ الذي كان يثبط من عزمي في بعض الأحيان ويحولي بين وبين مواجهة التجارب الجديدة.
أغلقت الهاتف وأنا في بالي شاغل جديد، وهو التعلم قدر المستطاع من أي غلط أو تجربة، وعدم جعلها تمر بدون فائدة، حتى أصبح شخصا ناضجا قليل الخطأ، فنحن طلاب دائمون في أصعب وأكبر وأهم- وأحينا اقسى- مدرسة في الوجود، ألا وهي مدرسة الحياة.  


هناك تعليقان (2):

  1. حفظه الله لكِ سارة لتستقي منه دوماً النصح والإرشاد وليكون لكِ دوماً شمعة تنير أفاق دربك على طول الايام

    ردحذف