الثلاثاء، 5 مارس 2013

ما عاد في ناموس

أكبر من قيمة الحياة؟ قيمة اللآخرة... و على الطرف الآخر, أكبر من قيمة حياة الآخرين؟ قيمة النفس..
كبرت قيم هذا و تقلّصت قيم ذاك.. و لكن في كلا الطرفين لم يعد للحياة معنى و لا قيمة...
فإما: (الشهامة)
 أن تودّع كل أم ابنها ليشارك في نيل الحريّة فلا تتّبع قلبها الباكي خوفا عليه..  
أن يصرخ الطفل باسم الحريّة لا مباليا بصوت الرّصاص الذي يدوّي ردّا عليه..
أن يغلق أبي محله الصغير الذي يؤمن لنا قوتا إضرابا ضد القمع و الكبت و العنف..
أن تركض الثائرات على أضخم "الشبيحة" لتخلّص أخيهنّ منه..
أن ينشقّ الجنديّ عن الجيش القاتل فيقتل..
أن ترخص حياة الملايين دفاعا عن عزّة النفس و الكرامة..
فيبقى الخيار الأخير إمّا عدم المبالاة بالحياة على أن تتحرّر سوريتنا.. و إمّا أن لا تتحرّر..
أو: (الجبن و الذل)
أن يقتل الملايين لأخذه الملايين  
أن  يقتل الملايين مقابل حياته
أن يقتل أخيه مقابل المنصب الأكبر
أو أن يؤيد قاتل أبناء بلده و (بالتالي يساهم في قتلهم) للحصول على الاستقرار المعيشي..
فتتبرّى بلده منه و تتبنّاه عائلة الوحوش..
فلا عادت الحياة و قتل الروح بالغريب.. و لا عاد فقدان الحياة كتضحية بالغريب.. و لكن الغريب هو مفهوم القتل في سبيل المادة والاستشهاد في سبيل الحريّة و فرق الانحطاط و العلا..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق