السبت، 2 مارس 2013

حين تعبس المدن الكبيرة... يبتسم لك المخيّم


لا يمكن فصل معاناة الفلسطينيين في مخيم اليرموك عن معاناة الشعب السوري البطل، الذي قدم التضحيات والدماء والشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين، ولا يمكن فصل معاناة مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية في سوريا عن معاناة حمص وحماة وإدلب وحلب ودير الزور وريف دمشق وكل المدن والقرى الأخرى.  مخيم اليرموك في دمشق .. ذلك المكان المفعم بالحياة يتعرض اليوم لقصف وتدمير تجعل سكانه تنزح منه لاستحالة الاستقرار والعيش فيه... مخيم اليرموك هو مخيم أنشأ عام 1957 لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين الفلسطينيين في سورية. مخيم اليرموك ليس مخيما للفلسطينيين فقط بل يضم عددا كبيرا من السوريين، ويشكل منطقة اقتصادية حيوية.  سكان المخيم وجهوا نداء استغاثة للعرب والعالم من أجل تجنيبهم ويلات حرب لم يتدخلوا فيها في سوريا.  حقيقة إن معاناة الفلسطينيون لم تنتهي بعد، بيت جدّي النازحون من فلسطين في عام 1948 ينزحون اليوم مجددا من منزلهم في مخيم اليرموك تحت الضغط و الإجبارعلى تركه... منزلهم هو الشيء الوحيد الذي يملكونه طوال هذه السنين سكن من قبل مسلّحين ليجعلوه نقطة تجمّع لهم..  فأنا حقا أتساءل هل سيرجع اليوم الذي كنت أستيقظ فيه في الإجازة الصيفية على صوت زقزقة العصافير وجدتي تقول لي " قومي إفطري يا إيناس جبتلك المناقيش اللي بتحبيها بكفي نوم" ؟ هل سأعود لأرى تلك الزواريب على زوايا الشوارع؟ و العجائز يجلسن أمام بيوتهن لألقي السلام عليهن ويلقين بدورهن السؤال المعتاد " يا بنتي إنتي بنت مين"؟  هل سأعود لأرى أسماء المدن الفلسطينية المنقوشة على جدار المخيم؟ فتلك هي الأجواء التي أربطها بوطني فلسطين الذي لم أراه..  باع العرب تلك الأرض المقدّسة فلسطين ... فهل سيبيعون مخيماتها أيضا؟ العودة لمخيم اليرموك هو يوم أنتظره بفارغ الصبر ... بيت جدي أدعو الله أن يحميكم من كل شر فأنتم صدقا أحب خلق الله إلي.        

هناك تعليق واحد: