الأربعاء، 27 مارس 2013

صحفيون ولكن!

 
يقال أن الصحافة هي السلطة الرابعة، ومن لديه هذه السلطة يستطيع أن يغير أشياء كثيرة مما يجري من حوله. وفي طبيعة الحال فأن الصحفي يمتلك قلمه سلاحا وكلمته سلطة.
ولكن صحفيي عصرنا هذا بدؤا يستخدمون أسلحتهم ضد أنفسهم. أقول هذا لأنني أرى بأن صحفتنا العربية بدأت تمر بمرحلة عصيبة لأنها تواجه العديد من المشاكل. مشاكل وصلت الى حد أن لا يثق القارئ بما يكتب في الصحافة حتى لو كان صحيحا مئة بالمئة. عدم الثقة هذا سببه الصحفيون من جهة والمسؤولون عن المؤسسات الصحفية من جهة أخرى.
فعندما يبدأ الحديث عن الصحافة العربية، تكثر التساؤلات حول الواقع التي التمر به والمستقبل الذي ينتظرها. فنحن وبكل أسف نعيش واقعا في العالم العربي "إختلط به الحابل بالنابل" كما يقول المثل الشعبي. فلم تعد مهنة الصحافة والإعلام محصورة بالمتخصصين في هذا المجال، بل أصبحت مهنة من ليس له مهنة. فليس من المفاجئ أبدا أن نلتقي يوما بمقدم تلفزيوني يلقب نفسه "إعلامي" وهو لا يعرف مبادئ اللغة العربية ولا يعرف كيف يكتب الخبر الصحفي. ويمكن أن تصل الأمور الى أبعد من ذلك، فنلتقي بصحفي لا يعرف بمبادئ الصحافة الأساسية.
وقد تتعدد أسباب هذه المعضلة. فالمناهج والمساقات الصحفية التي تدرس بالجامعات العربية ليست ذات كفاءة عالية لكي يتم الإعتماد عليها بشكل كلي. بالإضافة الى ذلك فإن مخرجات التعليم تعتمد بشكل كبير على الجانب النظري و تهمل الجانب العملي، مما يسبب في تخريج صحفيين غير قادرين على ممارسة المهنة على أرض الواقع. وبما أن المؤسسات الإعلامية بمختلف نشاطاتها لا تسعى الى إستقطاب الخريجين الجدد لكي تعمل على تدريبهم وصقل مهاراتهم فيبقى هؤلاء الصحفيين محدودي الخبرة وغير قادرين على التطور في مهنة تبدو سهلة ولكنها من أصعب المهن. فإن معظم الجامعات بالعالم العربي ما زالت بعيدة عن واقع السوق الإعلامي، وما زالت عاجزة عن تزويد هذا السوق بالكفاءات المطلوبة بسبب افتقارها للجانب العملي واعتمادها بشكل كامل على الجانب النظري، بالإضافة لعدم توفر المختبرات العملية.
ولم تقف التحديات التي تواجه الصحافة العربية عند عدم كفاءة الصحفيين بل ذهبت أبعد من ذلك. فبات الصحفيون يكتبون معلومات مغلوطة ويشوهون الحقائق. رغم أن أول بند من بنود أخلاقيات مهنة الصحافة هو نقل الحقيقة والمصداقية في عرض الوقائع وعدم الإنحياز، ولكن الواقع مختلف جدا.  فترى الصحفيين يصولون ويجولون على كيفهم يشوهون الحقائق، ينحازون بآرائهم، ويرتكبون الأخطاء المهنية التي لا تعد ولا تحصى.
فهل يجب أن نقرأ الفاتحة على مستقبل هذه المهنة العظيمة؟  سأترك الإجابة لكم....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق