السبت، 30 مارس 2013

حتماً سنــــــــــــعود لكِ يوماً

 
"فلسطيني انا اسمي فلسطيني
                                 نقشت اسمي علي كل الميادينِ
بخط بارز يسمو على كل العناوينِ
                                   حروف اسمي تلاحقني تعايشني تغذيني"
فلسطـــــين ياحلم طفولة وُلِدَ قبل أن أُولد فتجرعت عشقه الأزلي وأنا في رحم أمي، واستنشقت عبق شذاه من أنفاس طفولة أجداد، كانت ذكرياتهم كلمات قد نُقِشت على درجات حاراتك القديمة، وجذوع أشجار زيتونكِ الخضراء التي يفوح عطرها من بُعد عدة أميال. يُولد الأطفال في كافة دول العالم وتكون فرحة أهليهم فيهم لاتُوصف ما أن ينطقوا على شفتيهم .. ماما.. وبابا...، ونحن لسنا كمثلهم، لأن أطفالنا ببساطة لا يبعثوا الفرحة في عيون أهليهم إلا إذا نطقوا فلسطين، فـفلسطين هي الأب، والأم، والماضي، والحاضر، والمستقبل. اسم فلسطين ما أن يرن صداه على عتبات أذني، حتى تتسابق نبضات القلب شوقاً إلى شم تراب طاهر، حالَّ عليه الحَوْلُ والحَوْلُ والحَوْلُ دون لمسه أو حتى رؤيته يتناثر من بعيد.
فلسطين، ماذا أقول فيكِ وحروف الأبجدية كلها تُختصر عندي ب "فاء ولام وسين وطاء وياء ونون"؟ ومتى سأسكن فيكِ تماماً كما سكنتي بداخلي طوال كل هذه السنين؟ متى سأمشي في شوارع أريحا، وأصلي في القدس، ثم تأخذني قدماي دون أن أشعر إلى حدائق جبل النار، حتى ينتهي بي المطاف إلى شاطئ بحر غزة؟ متى سأرى حياتي فيكِ التي لم أعيشها حتى هذه اللحظة؟ فكم كنت أتألم عندما أقرأ هذه العبارة: "الكل له وطن يولد فيه، إلا الفلسطينيين لهم وطن يولد فيهم؟" كم مرت أيام طفولتي عصيبة علي أعياني فيها طول السهر، وأنا أتمنى أن أسافر إليكِ كما يسافر أيُّ مواطن إلى أرضه الأم، دون تهريب، وقلق، وتوتر. كم وكم وكم....
فلسطين يطول الحديث فيكِ، ولكنني سأحاول الإيجاز قدر الإمكان عبر هذه الأسطر القليلة عَلِّي أوصل شيئاً دُفِنَ بداخلي منذ فجر التاريخ. فلسطين، أعلمي أن حبكِ لن ينطفأ شعاعه في يوم من الأيام، ولن يخفت مهما طال الزمن، وحلم أجدادنا في "حق العودة" سنتمسك به كما تمسكوا به من قبل حتى نطقت شفاههم الشهادة، فغادروا الدنيا دون الحصول عليه. تجاعيد أجدادنا التي كنا نراها ومازلنا نراها وهم يدلون بوصيتهم الأخيرة بأن نكون لكِ خير أحفاد، وأن نزرع أرضكِ خضاراً كما زرعوكي زيتوناً مباركاً، لن تذهب هباءً منثوراً.
فلسطين، في الختام، أعلمي أننا نحبكِ حد الرمق...
فلسطين، أعلمي إنكِ أُمنا التي لم نرها إلا عبر الصور...
فلسطين، لاتقلقي فحتماً سنــــــــــــعود لكِ يوماً...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق