الأربعاء، 6 مارس 2013

هل العادات والأعراف أمر نسبي؟

في كل مكان في العالم، حتى بين المدن المختلفة في نفس الدولة، هناك اختلاف ولو حتى بسيط في العادات والمعتقدات الاجتماعية مقارنة بأماكن أخرى. وقد شعرت بهذا الاختلاف كثيرا في حياتي نظرا لتنقلي وسكني بين دول مختلفة في العالم العربي، مثل سوريا، والسعودية، فمثلا، ماهو اجتماعيا مقبول ومسموح، في الإمارات، مثل الاختلاط بالرجال في العمل والجامعة ومشاركتهم العمل في المشاريع أو حتى الرحلات الجامعية وغيره، هو ممنوع ومحرم في أماكن أخرى مثل السعودية، حيث يمنع اختلاط النساء والرجال حتى في المطاعم، ما عدا العائلات طبعا. وفي سوريا مثلا، أحرص على أن يكون لباسي بطول وشكل معين كي أتجنب المضايقات في الشارع والمعاكسات، بينما في دبي يندر تعرض الفتاة لمعاكسات من قبل الشباب أو الرجال في العامة، فترى نفسها حرة في وتشعر بالأمان كي ترتدي ما يروق لهادون الاضطرار للالتزام بالتقاليد في مكان آخر. هذه الأمور والكثير غيرها، مثل أوقات الخروج والعودة من المنزل، السفر، العمل، العلاقات الشخصية مع الجنسين، بالإضافة للنشاطات الترفيهية والاجتماعية، كل منها  يختلف الحكم عليه و الخط الذي يفصل المقبول بالمرفوض اجتماعيا فيه حسب الدولة والمدينة وأحيانا حتى الشارع الذي تسكن فيه. 
لكن السؤال الذي يراودني أحيانا هو، هل من المقبول أن يتغير تصرف وحكم الشخص على ناحية أو عرف اجتماعي حسب المكان ورأي الناس السائد  من حوله؟ أم هل يجب على الانسان الالتزام بقواعد تربى عليها، كثير منها ليست بسبب خلفية دينية أو عرف مقبول بشكل واسع، ولكن بسبب المحاولة لإرضاء المجتمع والتماشي معه؟ 
سؤال مثل هذا سيكون في صميم خبرة كل شخص يسافر ويتنقل كثيرا وخصوصا وهو في سن صغير، لما سيمر به من التجارب التي لم تمر عليه من قبل والخبرات التي ستشكل شخصيته ويتعرض لها عبر حياته. وآمل أن أجد الإجابة الصحيحة والمرضية قريبا في ظل خبرتي التي أعيشها حاليا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق