الأربعاء، 27 مارس 2013

الصحافة وأبطال الديجتال!



الصحافة هي "المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور". هل درس الصحافيون هذا التعريف من قبل أم أنهم درسوه ونسوه، لأن عقولهم قد أضمحلت بسبب ما يحدث أمامهم في هذا العالم؟ أم أنهم درسوه لكنهم لم يحبوه فقرروا أن يتناسوه؟ أم ماذا؟ فأنا اليوم أشعر بالضياع؟ لأنني لا أعرف من الصادق ومن الكذاب؟ فقد أصبحت أشعر بأن الصحافيون يذهبون إلى عالم أخر غير العالم الذي نعيش فيه, فيأتوننا بأخبار لا نعرف هل هي أخبار الأرض أم أخبار كوكب أخر! تماماً كما حدث مع أبطال رسوم أبطال الديجتال فقد ذهبوا إلى عالم الديجتال ليحاربوا الشر بمساعدة أصدقائهم الرقميون وعندما ما عادوا للأرض لم يصدقهم أحد .. قد يكون هناك وجه شبه بين الصحافيون وأبطال الديجتال  لكن أبطال الديجتال ذهبوا ليحاربوا الشر وذهبوا بعد أن تم انتقائهم وفقاً لطيب صفات كل منهم .. لكن أبطال الصحافة لا أعرف على أي أساس تم أختيارهم، ووفقاً لأي قواعد يكتبون وينشرون ويحللون الاخبار،  ولا أعرف ماذا يؤيدون ولا ماذا يحاربون, ولا أعرف ماذا تعلموا في الجامعات، ولا أعرف أن  كانوا قد تعلموا من الأساس أم لم يتعلموا. عندما تحدثنا في الحصة الماضية عن أزمة الصحافة  الحالية وذكرت معلمتنا ديمة الخطيب أن أحد الصحافيون قد كتب في مقالة عن عشيقة الرئيس الراحل تشافيز، قفز في رأسي سؤال, فأنا كمتلقي بماذا سأستفيد أن تم اطلاعي على علاقات الرئيس العاطفية؟ ومن ثم أن معلومة كهذه لا يجب أن توضع في صفحة متعلقة في أخبار عالم السياسية، وأن وجب وضعها في مكان ما في عالم الصحافة فيجب أن توضع في أحدى صفحات مجلات الصحافة الصفراء. قد يرى البعض أن العيب على الصحافي وحده وأنه هو المذنب في كل ما يحدث لكنني أرى أن ثلث الحق على الصحافي وثلثيه على مؤسسات الإعلام التي لم نعد نرى منها مؤسسة واحدة رمادية الهوى فأغلبهم "يا أبيض يا أسود" وحتى الأبيض اليوم أصبح أبيضاً متسخاً يعرض أنصاف الحقائق دون تدقيق ودون مراعاة أخلاقيات المهنة. أكبر كارثة حدثت في عالم الصحافة هي التباين الظاهر بين ما تعرضه قنوات الأخبار الخاصة مثل العربية والجزيرة عما يدور في سوريا وما يعرضه التلفزيون السوري عما يدور على أرض بلاده. فعندما تفتح التلفزيون السوري ترى السلام وتستمع لأغاني فيروز وتراهم يعرضون أخبار الدول الثانية وكأن شيء لا يحدث على أرضهم، وما أن تقلب المحطة حتى ترى دمار وقتل وموتى وأشياء مفزعة في سوريا!!  وهنا أنا كمتفرج أشعر بأنني أعيش في كوكب مختلف لا يمت بصلة للكوكب الذي تحصل عليه هذه الوقائع. أعتقد أن حادثة كهذه كفيلة بأن تصيب واحد من بين كل عشرة متفرجين بانفصام شخصي يخلق في رأسه 14 شخصية مختلفة. فيا ترى متى سيعود أبطال الصحافة من عالم الديجتال الخاص بهم؟ و أن عادوا وعرضوا لنا الحقائق فهل سنصدقهم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق