الثلاثاء، 26 مارس 2013

ديمة الخطيب لاتقلقي...

 


عندما انتسبت إلى كلية محمد بن راشد للإعلام لم أكن أعي بالمُهمة التي تُلقى على عاتقي، فأنا هوايتي في الكتابة لم تتعدْ كتابة خواطر تجول في خاطري فأترجمها عبر قلمي المتواضع على وريقات مذكرتي في يوم الأم، أو يوم الأرض، أو يوم تخرجي من الثانوية وغيرها من المُناسبات. ولكنني عندما تخصصت في مجال الصحافة بشكلٍ أعمق، شيئاً ماتغير بداخلي حين علمت أن علي أن أضع خواطري جانباً وأكتب بقلمي هو نفسه وعلى وريقاتي هي ذاتها مايدور في عقول الناس وخواطرهم، وأن أسلط الضوء على ماقد يحاولون شرحه مراراً وتكراراً دون أن يأبه لهم أحد.
تسليط الضوء على قضايا وطننا العربي التي بتنا نتناولها كطبق رئيسي على مائدة غداءنا اليومي أهم من خواطري، وأهم من حلم طفولتي الذي رافقني منذ نعومة أظفاري بأن أكتب كجدي الذي لطالما رأيته يكتب ويكتب الشعر دون ملل أو كلل ليؤلف كتاب يتلوه كتاب آخر عليه اسمه بالخط العريض. حلمي الذي أرجعني به البعض إلى جدي- رحمه الله، علي أن أضعه جانباً تجاه تلك الأزمة التي تمر بها عزيزتي "الصحافة".
كذب، وتلفيق، وخداع، وطعن، وتشهير كلها أعراض مرض تُصاب به هذه الأيام الصحافة. يعدونها هم صحافة وأنا لا أنسبها إلى الصحافة أصلاً، فكيف لرسالة الصحافة العريقة التي تقوم على أسس المصداقية والأمانة أن تحوي مثل هذه الفضائح والأكاذيب المُفبركة. رسالة الصحافة التي تعملتها علي أيد دكاترتي في الجامعة وخصوصاً على أيد النجمة اللامعة الأُستاذة- ديمة الخطيب، التي ظهرت في سماء دراستي الجامعية هذا الموسم، أسمى من ذلك بكثير، فهي لا تعني بأن أكون مشهورة فحسب، بل تطلق بي العنّان لأن أخدم الناس وأن أسخر كل مابوسعي تسخيره لإيصال أصواتهم التي أُرهقت أوتارها، دون أن تطغى عليها أهوائي الشخصية، تحت كلمة واحدة ومعيار واحد لا ثانٍ له هو الأمانة. أتذكر جيداً تلك المُحاضرة التي كتبت فيها أستاذتي ديمة الخطيب الأمانة على السبورة بخط أحمرعريض وحولها دائرة لتنبهنا جيداً بأن الصحفي دون أمانة تماماً كالنهر الجاري بلا ماء.
الأمانة التي اعتدت أن أطبقها عندما توصيني أمي أن أخبر والدي شيئاً في غيابها، سأطبق مفهومها في مستقبلي الذي يفصلني عنه بضع خطوات بشكلٍ أوسع عندما أُخبر الجماهير عن مشاكل، وأحلام وأزمات تمر بها شعوبنا وتريد الحل لها فور إيجاده.أظنها مُهمةً صعبةً بعض الشيء ولكنني على يقينٍ تام بأن ضميري المُستيقظ بداخلي سيسهلها أمامي وسيجعلني أشعر براحةٍ لامثيل لها، كون ذلك الحس الإنساني النابض بين أضلعي يُميزني عن غيري من صحفيين وأدوا ضمائرهم بداخلهم وهم مازالوا على قيد الحياة.
أُستاذتي- ديمة الخطيب، لاتقلقي فشعور الكآبة الذي أصابكِ حينما رأيتي إطار صورة رئيسة الأرجنيتن تشغله رئيسة فنزويلا دون سابق إنذار، لن يدوم مطولاً لأننا سنبذل نحن طلبتكِ، صحفيين المستقبل الواعد، قُصارى جهدنا بأن تكون الأمانة التي علمتينا إياها اسماً لنا ما أن ندخل ميدان العمل ونمارس الصحافة فيه كخدمة تجاه الإنسانية قبل أن تكون مهنة نمتهنها لأجل كسب لقمة العيش.
 
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق