الأحد، 3 فبراير 2013

احترموا مبادئكم

كتبت مقالاً في موقع "الجزيرة توك" بعنوان: احترموا مبادئكم
الرابط:  http://aljazeeratalk.net/node/9723
ديما أبو سمرة الجزيرة توك - الامارات
30 سبتمبر 2005 هو تاريخٌ لا ينسى، ففيه جُرِحت مشاعر المسلمين على يد رسام دنماركي، وخلّف وراءه العديد من ردود الفعل في الدول الإسلامية احتجاجاً على نشر صوراً كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وجاءت هذه الصور والرسومات ساخرةً ومستهزئةً من النبي محمد، وفي أقل من أسبوعين قامت صحف نرويجية وفرنسية وألمانية وصحف أخرى في أوروبا بإعادة نشر الصور المسيئة، وبالتالي انطلقت موجات عارمة على الصعيدين الشعبي والسياسي في العالم الإسلامي. وقوبِلت الاحتجاجات المطالبة بوقف هذه الصور بالرفض، وأيدت العديد من الحكومات الصحف التي نشرت هذه الصور مبررين ذلك بـ "حرية الرأي والتعبير".

وكما كانت تقول لي جدتي دائماً: "التاريخ يعيد نفسه يا حبيبتيأعاد 28 يناير 2013 السيناريو ذاته، ولكن بشخصيات مختلفة. فقد قامت صحيفة الـ ”صاندي تايمز" البريطانية بنشر كاريكاتور ساخر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مصوراً إياه ملطخاً بالدماء وهو يبني حاجزاً دموياً بجثث الفلسطينيين.

ومن هنا، نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية الاستياء الذي أعرب عنه رئيس الكنيست السابق "روابين ريفلن" وقال: "إن هذا الكاريكاتور أعاد للأذهان الفترة السوداء التي كان يتم فيها التعامل مع اليهود على أنهم سبب الفساد في الارض". كما قام بإرسال خطاب رسمي لرئيس البرلمان البريطاني في لندن.

لكن الإعلام الغربي يأبى أن يصنف هذا الرسام تحت مسمى "حرية الرأي والتعبيرلأنه تعرض لشخصية سياسية فوق القانون. في حين أن الرسام الدنماركي صُنف تحت ذات المسمى رغم أنه تعرض للنبي محمد الذي يتبعه مئات الملايين حول العالم. فحين يتعلق الأمر بإسرائيل تصبح القوانين الدولية ليست أكثر من مجرد حبر على ورق.

فقد اعتذر أخطبوط الإعلام روبرت مردوخ عن نشر هذه "الرسمة البشعةوهذا الموقف هو إحدى المواقف العديدة التي كشفت ازدواجية معايير المجتمع الدولي. فالحكومات الغربية تتحدث عن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان ولكنها في الاتجاه المعاكس تقف ضد هذه الحريات والحقوق إن لم تكن تناسب أهدافها وسياستها.

والمجتمع الدولي لم تكن لديه أي مشكلة في الإساءة لشخصية دينية مقدسة لأكثر من ربع سكان العالم ودافع ببسالة عن رسام الصور المسيئة للرسول، ولكنه لا يستطيع تخطي الخطوط الحمر التي وضعها بينه وبين إسرائيل من أجل مصالحه.

وكما تجدر الإشارة إلى أن القوانين الدولية تحرم المساس بالمعتقدات والرموز الدينية لأنها تمثل بُعداً هاماً وكبيراً بالنسبة للعالم أجمع. حقاً هناك فرق شايع بين كتابة القوانين وتطبيقها. فقبل احترام معتقدات ومبادئ الآخرين، يجب على العالم احترام مبادئه.

ولعلنا جميعاً ندرك أن نتنياهو لم يقدم للبشرية سوى المزيد من الدمار والدماء، وأعداد الشهداء الأبرياء تحت مسمى "السلام". واقتراف العديد من المجازر الدموية التي راح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء دون اقتراف أي ذنب. في حين أن خاتم الرسل وحّد القبائل و آخى بين الشعوب والحضارات، ونشر مبادئ العدل والمساواة والمحبة والسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق