الجمعة، 12 أبريل 2013

الكمال غاية لاتُدرك!


 
كل منا ينظر إلى المرآة فيرى نفسه كاملاً، ولكنه ينسى بأن هناك شيئاً أخراً يُقيم  عليه المرء. إنها الأخلاق، وما أدراك عزيزي القارئ ما الأخلاق في هذا الزمان؟ فالأخلاق ربما لاتظهر في المرآة، ولكنها تنعكس وبلا أدنى شك في مرآة أعين الناس عند أول كلمة نتفوه بها وعند أول تعامل نتعامل به. كلمة واحدة فقط كفيلة لأن تُحبب الآخر بك وتجذبه نحوك، وكلمة واحدة هي أيضاً كأشواك الصبار تجعل الآخر ينفر منك مُتجنباً الحديث معك أوالجلوس بجانبك.
ننظر إلى المرآة فنُجمل أنفسنا برداء، أو بثوب، أو بإكسسوار بل ربما نخفي عيب ما يشوه وجهنا بمساحيق التجميل، ولكننا نتغافل عن ما نحويه في قوالبنا، فنبدو كثمرة التفاح المقضومة التي لامسها الهواء فغير لونها حتى بات لا يرغب بها أحد.
 
 
كل منا ينقصه شيء فبعضنا يرى الآخر جميلاً أشبه بلوحة فنية مليئة بالألوان والمناظر الطبيعية، ولكن عندما يبحر في ألوان تلك اللوحة يجدها بلا جودة، وبعضنا على النقيض تماماً ثوبه وملامحه لاتُوحي بشخصيته مُطلقاً لبسطاتها، ولكن ما أن نتعامل معه أول تعامل حتى  نكتشف بأنه إنسان من عيار ذهب 24. ونبقى هكذا ندور في سلسلة نمتلك شيئاً ونفقد أشياء أخرى حتى نعلم أن إرضاء الناس غاية لاتدرك وأن الكمال غاية لاتدرك أيضاً...

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق