إلى تلك الإنسانة التي حملتني في ثنايا أحشائها قبل أن يبث الله الروح في
جسدي
وإلى تلك الإنسانة التي عشقت رائحتها قبل أن أراها فبت لا أشعر بالأمان إلا
في ربوع حضنها
إلى من أعطتني الكثير الكثير حتى بات كل كثير أعطيها إياه قليلاً في حقها
بل إلى تلك الروح التي تسكن بين حنايا روحي والتي تمردت على
مخاضها بدعــــــــــــــاء إلى ربها أن آتي إلى هذه الدنيا سالمة
إلى من أعطتني من عمرها عمراً ومن
زهور أيامها أريجاً عطر لي أيام عمري القادمة
أوجه
تحية، ليست كأي تحية قد وجهتها من قبل، فهي وإن صح التعبير رسالة ممزوجة بغريزة
أمومة اعتدت أن أشعر بها في كل يوم، يتخللها دعاء مخلص إلى الله بأن يحفظ أمي لي
عمراً إلى عمري، وأن يجعلها لي قرة عين لا أبصر الدنيا إلا بها، وأن يجعلني لها
أيضاً نوراً يضيف إلى أيامها نوراً... أمي الحنون، أعذريني إن قصرت في حقكِ يوماً
فأنا أعلم والكل يعلم أن حقكِ عليَّ لا يمكنني أن أوفيه كاملاً حتى لو عرجت إلى سابع
سماء... أمي الغالية، أسألكِ وأنا أدري إن سؤالي لا داعي له، بأن تدعي لي دوماً بأن
أكون لك فخراً مادمت حيّة، فأنا جئت إلى هذه الدنيا منكِ وإليكِ.
ومن أمي إلى كل أمهات العالم أتسنى الفرصة لكي أوجه
رسالة بطابع بريد قبلة أمي التي أطبعها على جبينها كل صباح بعد أن ارتشف فنجان
القهوة بصحبتها، قائلة لهن: دمتن لنا نبع حنان...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق