الثلاثاء، 30 أبريل 2013

الجميع يحدد مستقبلك .. إلا أنت - منصة الوسائط المتعددة - ديما أبوسمرة


تعيش معظم العائلات العربية في مجتمعات تتوارى مشاكلها خلف الأبواب المغلقة، بل لا تُناقش حتى خلف هذه الأبواب، خوفاً من أن "للحيطان آذان".  ومن هنا يبرز دور الصحفي في كشف النقاب عن هذه المشكلات، كخطوة أولى للوصول إلى الحل. رغم دوره البارز في تعرية الوقائع والكشف عن الحقائق، لم يعد للصحفي ذلك التقدير المجتمعي الذي يستحقه، خاصةً إذا ارتبطت كلمة "صحفي" بتاء للتأنيث.
 
     فمنذ ثلاث سنواتٍ تقريباً، بدأت تنهال علي الانتقادات، حول دراستي للصحافة والتي يراها البعض "مهنة من لا مهنة له". ومن أبرز الانتقادات، أنني فتاة، وهذا التخصص لا يصلح لي لعدة أسباب أولها أن معظم الرجال العرب، لا يرغبون في فتاة لها علاقة بالمجال الإعلامي. كما لو أن شخصية الفتاة ناقصة، تحتاج رجلاً ليكملها. لكنني لن أنسى ما منحتني إياه أسرتي من تشجيع شكّل حاجزاً بيني وبين هذه الانتقادات. فبالرغم من تعليق أمي لآمالٍ عديدةٍ علي، أهمها أن أكون طبيبة أسنان، ما فتأت تدعمني، وتبارك خطواتي في المجال الصحفي. حتى والدي كان ولا يزال يقدم لي كل التشجيع لأن أكون صحفية كبيرة يوماً ما.
     وها أنا اليوم أمارس حياتي الصحفية ـ ولو بصورة أكاديمية - بإنتاجي تقريراً إذاعياً وآخر تلفزيونيا ً يحملان عنوان "دور الأسرة والمجتمع وتأثيرهما على المواهب".
 
            الأسرة هي المدرسة الاجتماعية الأولى نظراً لدورها الأساسي في تحقيق طموحات الأطفال وتجسيد أحلامهم عن طريق اكتشاف مهاراتهم وصقل مواهبهم الكامنة داخلهم. كما أنها تُعنى بتقديم وسائل الرعاية الكافية كالدعم والتشجيع وتوفير البيئة المناسبة. لكن، تتبع بعض الأسر التوجية التربوي غير الصحيح وذلك بالتدخل في خيارات أبنائهم وعدم مساعدتهم على اكتشاف ذواتهم لاعتبارات مجتمعية مختلفة. مما يؤدي إلى انعدام الحس الإبداعي لديهم وتلاشي مواهبهم في مختلف المجالات. وهذا ما يدعمه رأي المتخصصين في المجال التربوي كالدكتور محمد يوسف.





عواقب:
          تلجأ الأسر إلى قمع مواهب وطاقات أبنائهم من خلال رفض العديد من مجالات الموهبة والإبداع، والتي من وجهة نظر بعض الآباء، تتعارض مع وضع الأسرة الاجتماعي، وسمعة العائلة، وتتنافى مع العادات المجتمعية السائدة. ويترتب على هذا القمع عدد من الأثار السلبية قد تبدأ بإضاعة الوقت في المقاهي وقد تنتهي بارتكاب الجرائم والانخراط في مجتمعات السوء.



وأوضحت الأخصائية الاجتماعية رنا محمد، دور العادات والتقاليد في تقييد المواهب.


أمثلة سلبية:
     إبراهيم شاب فلسطيني، حرمه أهله من ممارسة هوايته في كرة القدم والتي كان يعتبرها أكثر من مجرد هواية، خوفاً من أن يتعدى الأمر إلى احترافها كمهنة. وأرجعت أم إبراهيم هذا المنع لأسبابٍ هي تراها منطقية.


      أحمد قدورة، شاب موهوب، فاز بلوحاته في العديد من المسابقات الفنية. وأراد أن يطور موهبته بدراسة الفنون الجميلة، إلا أن والده وقف أمام طموحه.




أمثلة إيجابية:
            وبالرغم من كل العقبات التي يفرضها المجتمع، إلا أن بعض الأسر تقدم كل الإمكانات اللازمة لصقل مواهب أبنائهم. محمد خليل طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره، يحلم بأن يكون سائقاً للفورميلا وان. ويسعى والده لأن يحقق له كل ما يتمنى. وهذا ما كان واضحاً جداً من خلال توجيهه وتدريبه وتعليمه لمحمد ومن خلال تزيينه لغرفة ابنه بكل ما يتعلق بالسيارات. وأشار والد محمد إلى أن الفورميلا تعتبر واحدة من أرقى الرياضات وأكثرها كلفة وهذا ما يجعل الالتحاق بها صعباً جداً. وأضاف: "أحاول الآن أن أجد تمويلاً يتكفل بتدريب وتأهيل محمد، فهو أغلى ما أملك، ولن أقف في وجه حلمه".



            حنين عساف، هي مثال آخر يعكس دور الأسرة الإيجابي في تنمية مهارات أبنائهم. فقد تلقت حنين الدعم والتشجيع من أسرتها، حتى أثبتت نفسها في مجال الشعر من خلال إلقائها لعدد من الأمسيات، ومشاركتها في إصدار كتاب شعري.




 
       فبين القبول والرفض، والتشجيع والمنع، تحددت آمال الكثير من الشباب، واندثرت عدد من المواهب، وقيدت بعض المهارات، التي كان بإمكانها أن تدهش العالم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق