الثلاثاء، 30 أبريل 2013

رغد الزركلي - تجربة رائعة لن أنساها ما حييت - منصة الوسائط المتعددة



رغد الزركلي: تجربة رائعة لن أنساها ما حييت!
وظيفة منصة الوسائط المتعددة


لا تفوح رائحة الكعك الزكية حتى تمسها حرارة الفرن، ولا تنضج أحلامنا مالم تمسها قسوة التجارب. كذلك كانت تجربتي الأولى في عمل  تقاريري الكتابية والإذاعية والتلفزيونية ، فعلى الرغم من روعة التجربة إلا أنها امتزجت بالمعاناة . لم أتخيل يوما معنى عبارة " الصحافة مهنة شاقة" حتى خضت التجربة بنفسي، وشقت علي التقارير شقا، وأدركت أني وقعت في المشقة.
طلبت منا المعلمة أن نختار موضوعًا نضعه على المنصات الثلاثة: المنصة الكتابية والمنصة الإذاعية والمنصة التلفزيونية. اخترت مشكلة ضعف اللغة العربية بين طلبة الجامعة الأمريكية في تقريري الإذاعي. فعلى الرغم من كون الطلبة عربا إلا أن لسانهم أعجمي. الطالبة - ألما تركماني- كغيرها من الطلبة العرب الذين ينطق لسانهم الإنجليزية قبل العربية، فاختلاطها في بيئة أجنبية كان سببًا في ذلك.

للإستماع إلى مقابلة ألما
95%


أما عن تقريري التلفزيوني  فقد لفت أنظار كل من الإدارة والمعلمين والطلبة أنفسهم ،لأنه أوضح حاجة الطلبة الماسة للكتب العربية في كلية محمد بن راشد للإعلام (قسم المساق العربي) التي تهدف إلى تخريج إعلاميين عرب متميزين. وفي أثناء المقابلات التي أجريتها في هذا التقرير أظهر لي الكثير من الطلبة رغبتهم في الحصول على مراجع عربية تعزز قدراتهم القرائية والكتابية والنحوية كالطالبة فرح عبدالحميد.
لمشاهدة مقابلة فرح


صاحب جميع الأدوار:
خلال عملي كنت كالممثل الوحيد في المسرح الذي أُلقيت عليه  أدوار النص كاملة، فأصبح يركض من دور للآخر منهكًا. فلقد قمت بالكتابة والتصويروالتسجيل والمونتاج والإخراج. ناهيك عن دور العلاقات العامة الذي أديته من أخذ لمواعيد المقابلات إضافة إلى تهييئ وترتيب مكان التصوير بعد نصب كاميرا الباناسونك صاحبة الوزن الثقيل.


أجريت مقابلة مع شخصية قصتي فرح والتي من خلالها طرحت  المشكلة. كما وقابلت أستاذ الإعلام د.محمد أبوهنود ومساعدة عميد الكلية الدكتورة كارول مفرج لإعطاء رأيهم والإجابة عن تساؤلات الطلبة . ولم يقتصرالموضوع على المقابلات فحسب بل صورت لقطات أخرى كثيرة في الجامعة بدءا من المكتبة والكلية وانتهاء بدفاتر وكتب الطلبة.
لمشاهدة مقابلة أ. أبوهنود

أعيدي التصوير:
وبعد كل هذا العمل أتيت إلى معلمتي بجل ما قمت به من مقابلات كتقرير مبدئي، لكن ما إن ضغطت زر تشغيل التقرير.... حتى انهال علي بََرَدٌ من النقد والذي اختتم بجملة أعيدي التصوير!!!!!!  ولكي لا أشق عصا الطاعة، أعدت التصوير والكتابة والمونتاج مرات عديدة لا يعلم بها أحد. فتقاريرنا تدخل في عملية "التشريح" والتي تقف فيها المعلمة عند كل كلمة في النص، وعند كل صورة وتفصيل ليخرج في النهاية تقرير مهني على حسب وصف معلمتنا القديرة ، وتخرج معه الأرواح إلى بارئها أيضا نتيجة ذلك.

مواقف من وراء الكواليس:
عندما اضطررت إلى إعادة تصويرمقابلة فرح شعرت بالحرج منها فهي في سنتها الأخيرة ومشغولة جدا. فقد طلبت منها أن تلبس نفس ملابس المقابلة السابقة لأتمكن من استخدامها في التصوير الجديد، وفعلا لبست لكن المفاجأة كانت في اختلاف تسريحة شعرها عن سابقتها، فخسرت كل المقابلة السابقة ولم أعد أستطيع استخدام أي من مقاطعها بسبب التسريحة! وأذكر أيضا أثناء تصويري لفرح حدثت هزة أرضية وبدأت الكاميرا بالتأرجح يمنة ويسرى. ومما حدث معي أيضا أني بعد نصف ساعة من نصب الكاميرا وتجهيزها لتصوير مقابلة الأستاذ، اعتذر مني لأنه اضطر للمغادرة فجأة. كما تكررت وقفتي أمام الكاميرا عشرات المرات وفي أماكن كثيرة في الجامعة، وفي إحداها بدل أن أقول " أملا جديدا " قلت "جملاً جديدًا" فتخيلوا يا رعاكم الله! كما وأعدت أيضا تسجيل النص مرات أكثر حتى يخرج صوتي من بطني الفارغ نتيجة المجاعة التي رافقت ساعات التصوير الطويلة. حقيقة ما إن دست عتبة البدء بتقريري التلفزيوني هذا حتى ترحمت على تقريري الإذاعي السابق قائلة "سقى الله أيامه". فالتقرير الإذاعي لم أجد فيه المشقة الكبيرة كشقيقه الأكبر(التلفزيوني).


تجربة رائعة لن أنساها ما حييت:
لا أخفيكم سرا بأن تعلمت الكثير الكثير من هذه التجربة الفريدة من نوعها!! سواء من الناحية التقنية أوالمهنية أو المعلواتية،  فمرشدتنا  كانت المعلمة ديمة الخطيب التي أمسكت بأيدينا حتى نخرج بأعمال رائعة. على الرغم من أنها  كانت تعاملنا وكأننا صحفيين مهنيين رغم أنها المرة الأولى لنا؛ إلا أننا خرجنا بأجمل وأفضل ما لدينا، واكتشفنا  بعضا من قدراتنا المخبأة التي كانت تنتظر معلما فذا متفهما ذا خبرة مثلها لتخرج تلك القدرات إلى أرض الواقع.
تعلمت من تجربتي هذه أن أكون مستعدة لرحلتي الإعلامية، وتعلمت أن رائحة كعكي الزكية لن تفوح مالم أمر بتجارب قاسية، فالفحم تحمل ضغطا وحرارة شديدين حتى غدا ألماسا يلمع!


للإستماع إلى تقريري الإذاعي كاملا :

لمشاهدة تقريري التلفزيوني كاملا:



هناك تعليق واحد: