الخميس، 25 أبريل 2013

فوز.. نصر.. حب

فوز و نصر وحب. ثلاث كلمات مرتبطة بمعان و مبادئ ايجابية لا يمكن للشخص أن يقول أن حياته ناجحة بدوها. كان سمو الشيخ محمد بن راشد أول من يجمع تلك الكلمات الثلاثة في شعار واحد، وهو رفع الإبهام والسبابة والوسطى، مشيرا إلي رمز نصر يمييز الإمارات وشعبها عن رمز النصر المشهور عالميا في جميع أنحاء العالم. 

في القمة الحكومية الأولى في شهر فبراير من العالم الحالي أطلق الشيخ محمد هذا الشعار، وكما عودنا سموه،  فكل تصرفاته ومقولاته محسوبة ومدروسة بعناية ودقة، لأنه القدوة لشعبه و إخوانه في القيادة، وقد أرسل عبر هذا الشعار دعوة صريحة لجميع أبناء شعبه لجعل توجههم في الحياة هو دائما نحو الفوز والنصر والحب. 

وكان شباب الإمارات عند حسن ظنه، فبدأت مجموعة من طلاب الكلية التقنية في دبي، على رأسهم الطالب سعيد النظري، بتنظيم حدث يحمل أسم "فوز، نصر، حب"، سعوا عبره لجمع خيرة العقول والشخصيات الإماراتية لتتحدث عن خبراتها في الحياة وخلاصة الدروس التي علمتها إياها التجارب، ليكون محفزا ومشجعا للفوز والنصر والحب لجمهور من الشباب والبنات الإماراتيين وغير الإماراتيين. فلبت الدعوة شخصيات من جميع الاختصاصات المختلفة والأعمار، و كان بين المتحدثين من أصغر عالم إماراتي، أديب البلوشي، ذو الثمانية أعوام، و مريم الأفردي، التي تعمل حاليا على الحصول على شهادتين دكتوراه في نفس الوقت الذي تعمل فيه بوظيفتين، إلى هالة الكاظم، الجدة والأم المفعمة بالنشاط والطاقة والمحبة. 

ثلاثة عشر إماراتيا وإماراتية تحدثوا عن تجاربهم الغنية بالفوز والنصر والحب. اختلفت القصص مع اختلاف الأشخاص، لكن كلها تشاركت العديد من النقاط المشتركة، وهي حب الإمارات وقادتها ورموزها، الإيمان بالله، والطاقة الإيجابية التي تستطيع أن تصنع المستحيلات، والتي ستجعل أبناء الشعب الإماراتي متمكنين من الحفاظ على نهج التميز الذي لطالما سارت عليه الإمارات. لكل شخص كانت قصة مع تحد واجهة وتغلب عليه، وفرحة النصر والفوز تشع منه وهو يحاول ان ينقل الإيمان والإيجابية والشغف للجمهور الفتي من الطلاب الجامعيين والخريجين الجدد وغيرهم.

أربع ساعات كانت مدة الحدث، لكنها مرت بسرعة لا توصف، فكل محدث جذب الجمهور بقصته الملهمة، وخبراتها وتجاربه، وخلاصة حكمته في الحياة. من بين من روى قصته مع الفوز والنصر والب كان  فنان الرسوم المتحركة الإماراتي الأول محمد سعيد حارب، الذي تحدث عن التحديات التي واجهها للخوض في مجال الكرتون الذي لم يسبقه اليه أحد. عمل سنوات طويلة واضطر لمواجهة المثبطين والمشككين للبدء بأول كرتون له، "فريج"، واضطر للتعامل مع عدم تقبل المسؤولين لفكرة كرتونه الغير مألوفة والتي تركز على البيئة الإماراتية التقليدية. اضطر لاقتراض ٣ مليون درهم ليعمل على إنتاج كرتونه الأول، وبدون أي ضمانات بأنه سيتمكن من رد هذا القرض. وبعد فترة قصيرة على عرضه لأول مرة،  تمكن كرتون فريج من أخذالمرتبة الأولى في الإمارات ليصبح قصة نجاح لا تنسى.

 
أحمد الغفلي،  مُعِّد ومُقَّدِم برامج بمؤسسة الشارقة للإعلام، تحدث عن قصة نجاحه التي لم يتمكن واقع ولادته كفيفا من عرقلة حلمه، فظهر على التلفاز وحصل على شعبية ومعجبين من حول الإمارات، بجانب كونه شاعرا موهوبا. تحدث الغفلي آنه صدم الكثيرين حين تمكن -على الرغم من تشكيك الكثيرين ومحاولتهم التقليل من عزيمته- من الظهور على التلفاز كمذيع ومراسل ومقابلة العديد من الشخصيات المهمة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن المستحيل هو مجرد فكرة من خلقنا نحد بها أنفسنا، وأن لكل مجتهد نصيب مهما كان وضعه. مريم الأفردي تحدثت أيضا، مشاركة قصتها مع السفر الطويل حين كانت تتم الماجستير في جامعتين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتعمل كموظفة في نفس الوقت. المثير للدهشة أن مريم تمكنت من إتمام شهادتي الماجستير في سنة واحد مع المحافظة على عملها, وهي حاليا تشغل وظيفتين وتعمل على درجتين دكتوراه في نفس الوقت. فعلا، إنها مثال يحتذى به في تنظيم الوقت وفي استغلال المهارات العقلية للإنسان لأقصى حد.

المهندسة عزة سليمان، مهندسة معمارية تشغل منصب مديرة في وزارة الإسكان وحائزة على جائزة لوفيسيال الشرق الاوسط للمرأة العربية 2012 ، وجائزة الامارات للسيدات المهنيات 2011 ، شاركت قصتها مع النجاحات التي لم تعرقلها أكبر الخسارات. فعلى الرغم من فقدانها لزوجها لتصبح الأم والأب لثلاثة أطفال، تمكنت من التميز في عملها وتمثيل دولتها في فعاليات مختلفة وحتى أنها كانت من المرشحين لتصبح عضوا في البرلمان. تمكنت عزة من خلق الإلهام والمثابرة للنجاح من رحم التحديات والمعوقات الصعبة، فتراها دائمة البسمة والحركة مبتهجة بما ستقدمه لها الحياة، دون أن تنسى أنها أم في المقام الأول، فتميزت في كلا الصعيدين.

وتحدث في أيضا في الجلسة كل من الكوميدي الإماراتي عبد الله القصاب, الشيخ عبدالله الكمالي ،إبراهيم صالح، هالة كاظم، د.رمضان إبراهيم، وكان لكل منهم مشاركته الممتعة والمحفزة، بالإضافة لسعادة سامي قرقاش، الممثل لمؤسسة محمد بن راشد للإسكان والتي قدمت الرعاية الذهبية للحدث. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق