الخميس، 25 أبريل 2013

الوظيفة الأخيرة (المنصة المتعددة الوسائط) : الخدم والأطفال

تأثير الخدم على الأطفال: 

تعتبر رعاية الخدم للأطفال ظاهرة منتشرة في كل العالم العربي وبالأخص دولة الإمارات. إذ أكدت بعض الدراسات أن العائلات الإماراتية تستقدم حوالي أكثر من ال ٦٥٪ من الخدم سنويا، وأكثرهم من الفيليبين .
 أصبح وجود الخادمة في كل منزل عربي أمرا إعتياديا، إذ إعتدنا على رؤية خادمة في كل منزل وفي بعض الأحيان خادمتان وأكثر للإعتناء بالأولاد.
معاملة الخادمة للأطفال تعود إلى معاملة الأهالي للخادمة بنفسها، عندها الخادمة لا يمكن أن تأذي الأهل إلا من خلال إيذاء أطفالهم الذي هم نقطة ضعفهم وحياتهم كلّها.
أيضا تؤثر الخادمة على المعتقدات الدينية والثقافية التي يجب أن يتربى عليها الطفل فيتربى تلقائيا على المبدأ الديني للخادمة. خصوصا إذا كانت من ديانة أخرى، عندها يواجهون الأهالي صعوبة كبيرة بالتعامل مع أبنائهم إذ تتغير طريقة تعاملهم مع أهاليهم وأسلوبهم بالتحدّث إليهم.بالإضافة إلى التأثير اللغوي والذي يتمثل بتأخر في النطق لدى بعض الأطفال وتقليدهم للغة الخادمة فتصبح لغتهم رقيقة.  على من تقع المسؤولية عندها: الأهالي أو المجتمع؟




الصعوبات في تغطية الظاهرة:
قمت بتغطية هذا الموضوع عبر عدّة منصات (الصحافة المكتوبة، الإذاعة، وكذلك التقرير التلفزيوني)،
لأني رأيت أن هذه الظاهرة تتزايد يوما بعد يوم، وسلبياتها على الأطفال تتفاقم في ظل غيب الأم والأب عن المنزل لفترة طويلة بسبب العمل في الخارج .
قضاء الطفل فترة طويلة  مع خادمته يؤثر على شخصيته وكذلك على لغته وطريقة تحدّثه مع أهله. 
بعض الأمهات يعتبرن وجود الخادمة مفيدا ومساعدا كثيرا في عدّة أمور والبعض الآخر يعتبره سلبيا لعدم إصغاء الطفل لأمّه أو لأبيه وتعلقه أكثر بالخادمة .
من الصعوبات التي واجهتها أثناء تصويري لهذا الموضوع في منزل أحد أقربائي في أبو ظبي، كان تعاملي مع الأطفال ومحاولتي بأخذ لقطات من دون علمهم وهم يتحدّثون مع الخادمة على طبيعتهم. 
عندما يرى الطفل الكاميرا يخاف ولا يتكلم، لذلك قمت بأخذ بعض اللقطات خفيةً للطفل وهو يتحدْث باللغة الأجنبية للخادمة. ففي عالمنا اليوم أصبح الطفل يتكلم باللغة الأجنبية بدلا من اللغة العربية التي تعتبر لغتنا الأم. والتي يجب تربية الطفل على أساسها، لغتنا العربية كنز لا يفنى.
هذا الموقع يبرز مشهد من المشاهد التي صورتها من دون علم الطفل.  

 كما أكدت عالمة النفس في الجامعة الأمريكية في دبي أن للخدم تأثيرا كبيرا على الأطفال، خاصة على لغته.
خلال المقابلة التي أجريتها معها رأيت أن لهذا الموضوع سلبيات كبيرة وعلينا أن نعي كيف يمكن تخطيها من خلال التعامل مع الأطفال وكذلك توعية الأهالي على سلبيت هذا الموضوع. وأكدت على أهمية أن لا يجب أن تكون الخادمة الشخص الوحيد الذي يقضي الطفل معظم وقته معه. هذا الموقع يبرز المقابلة كاملة لم أستطع وضعها في التقرير التلفزيوني لإلتزامي بالوقت  المحدد.


ومن المفاجىء أن الطفل ليث الذي أجريت المقابلة معه أثناء تغطيتي للتقرير الإذاعي كان متعلقا كثيرا بخادمته ، وكان كلامه رائعا لم أستطع أن أضعه بسسب الوقت الذي كنت ألتزم به. إذ عبر لي عن تعلّقه الكبير بخادمته وكيف يقضي معظم وقته معها. ولخّص لي مشاعره بقوله:"إذا رحلت الخادمة، سوف أرحل معها".

http://www.youtube.com/watch?v=xw4w_XJVy0w&feature=youtu.be
 لفتت نظري صورة تعبر عن الموضوع كثيرا، أريد مشاركتها معكم. هذه الصورة تعبر عن حزن الأطفال لمغادرة الخادمة وتبين العكس عندمل ترحل الأم أو الوالدة.



في النهاية، لا بد من توعية السيدات وتثقيفهن أكثر حول هذا الموضوع وتعريفهن بكيفية تنظيم الوقت لكي يتمكنوا من الإستغناء عن الخادمات الأجنبيات في تربية الطفل، كي لا تزداد عواقب هذا الموضوع يوما بعد يوم ويصبح من الصعب حلّها رذ يكون قد فات الأوان. 
                                                         
                                                                                                                                رنا جرداق




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق