الأحد، 28 أبريل 2013

تعاقب ليل ونهـــــار


بين طيات ليل يوم جديد، يشق القمر ممشاه بين سحاب الليل المُزدان بنجوم  تعكس بريقها الفضي المليء باللمعان على صفحات ذكريات أليمة قد مرت علينا. نحاول جاهدين مُواراة تلك الذكريات التي تدق نواقيس عالمنا خلف قضبان عتمة ذلك الليل السرمدي، لكن دون جدوى! فعبرة واحدة من مقلة عين تائهة تكشف ماكان سجيناً خلف القضبان لعقود من الزمان.

 
 بين ليل يعقبه ليل تأتي دوماً خيوط الصباح الأولى لتُعلن لنا قبل أن تُعلن إلى الدنيا بأكملها بداية نهار يوم ميلادي لكل مولود فينا مهما بلغ من العمر عتياً. صوت صياح الديك الذي يتردد صداه برفقة أنفاس الصباح الأولى يؤرخ لناهو الآخر  بداية حياة قادمة كلها أمل في تقويم أعمارنا.

في تلك البرهة من الزمن فقط، والتي سنتصالح فيها مع أنفسنا على أنغام ذلك الصوت الملائكي وعلى أطياف أشعة قرص الشمس، سوف نرى بحور الدنيا تتسابق لتلقي بأمواجها على شواطئنا، راسمة تحت قطرات مياهها المالحة معالم آمال عذبة، فحتى إن أعلنت هذه الأمواج جزراً الى الوراء فأنها ستتدفق بلا محالة بقوة أكبر وبمسافة أطول، وكأن هذه الأمواج تأبى لأن تُعلمنا أن ما من شيء في هذه الحياة يخفت إلا ليعود ويشتد بريقه. فحتى الشمس التي تنعكس على صفحات مياهها حتى وإن غابت فإنها تعود مُجدداً  لتملأ الأفق نوراً ينعكس على كل مفردات الطبيعة من حولنا بما فيها نحن، ويكسينا لوناً زاهياً من ألوان التفاؤل لم يُصنف ضمن ألوان "قوس قزح" بعد.
 
 
 
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق