الثلاثاء، 30 أبريل 2013

تقرير الوسائط المتعددة - الخوف من موضوع التأشيرات السورية في الإمارات

بعد إجراء بحوث عن موضوع تأشيرات السوريين في الإمارات و بعد متابعة المستجدّات عن الموضوع و تعبيري عنه في نص مكتوب و تقرير إذاعي و تقرير تلفزيوني، شعرت بالحاجة لأن أكتب عن الخوف الذي كان يحاصر موضوعي و عناصره. مع أن موضوعي كان واقعيا جدا و لا يحتوي أي آراء، إلا أن الظهور أمام العدسة و نقل حقيقة الوضع أخاف كثير من المعنيين في التقارير. قد يكون هذا الأمر عاديا بما أن هذا تقريري الأول عن موضوع بهذه الجديّة، لكنّه فعلا جدير بالنشر. الخوف، كان موضوعا بحد ذاته.
مقدّمة للخوف:
قابلت و تحدث مع شخصيات كانت قصصهم توصل رسالة الموضوع بشكل أجمل و أقوى من الذي أعددته في تقاريري، و لكن الخوف سيطر على الكثير منهم و لم أستطع نشر قصصهم بأي شكل من الأشكال.

الخوف من عدسة الكاميرا:
"التقرير مكتوبا؟"
"نعم"
 "تستطيعين مقابلتي في..."
"ماذا إن أردت تصوير المقابلة لاستخدام آخر؟"
"لا لا لا طلعيني من الموضوع خلص ما عد بدي"
هذا هو الحوار الذي دار بيني و بين ه.ك عندما طلبت مقابلته لنشر قصته الشيّقة، بالرغم من أنّه لم يعارض نشر اسمه الكامل و معلوماته و قصته في الصحافة المكتوبة إلا أن ظهوره على الكاميرا لم تكن فكرة مقبولة. هل هذه ظاهرة؟ لا أدري، لكنها حقا مثيرة للاستغراب.  

الخوف من موضوع التقرير:
أ.ح، هو شاب سوري في أوائل العشرينات، مقيم في الإمارات منذ ولادته. أكمل أ.ح تعليمه المدرسي و الجامعي في الإمارات، و في هذه الأثناء كانت إقامته منسوبة إلى إقامة والده و من ثم إلى الجامعة بنفس ترتيب الكتابة. ذلك لأن الأب الوافد يستطيع ضمان إقامة ولده (الشاب) حتى الثمانية عشر من العمر فقط كما في قانون الإمارات. بعد حصوله على شهادة هندسة إعمار، حاول أ.ح العمل مرارا و تكرارا ، و لكن لم يحالفه الحظ، إذ أن وقت تخرجه كان في وقت اشتداد الأزمة السوريّة، و كما في موضوعي، معظم طلبات الإقامات للسوريين ترفض.
راسلت، عبر رسائل الهاتف، أ.ح في آخر مدة من إقامته في الإمارات و قد أصابته حالة من الاكتئاب و اليأس، فهو مضطر للمسافرة إلى بلد غريب، بعيد عن أهله، لعدم قدرته على العودة إلى وطنه.
ذكرت موضوع تقريري له، و سرعان ما رفض كليّا الفكرة، مع أن نشر قصته قد ينصفه. عرضت على أ.ح أن لا أظهر وجهه في التقرير، إلا أن في هذه اللحظة، توقف عن مراسلتي.

الخوف على أنفسهم:
الكثير من السوريين في الإمارات رفضوا كليّا التحدث عن هذا الموضوع، و حتّى مدير وكالة مطار الشارقة للسفريات كان متكتما جدا في مقابلتي معه إذ أنّه جعلني أشكّ بأن موضوعي خطر. لنشاهد معا مقابلتي معه و نلاحظ التردّد .

الخوف عليّ كمعدّة التقرير! :
خوف ما قبل التقرير:
ردة الفعل الأولى عندما علم كل من يعرفني بإعدادي لتقارير عن هذا الموضوع كانت سلبية، و نصحت أكثر من مرة أن أنسحب و أختار موضوعا آخر.
خوف ما بعد التقرير:
بعد إكمالي للتقرير التلقزيوني و نشره على صفحتي في أكثر من موقع للتواصل، و لدهشتي، حصلت على كثير من التعليقات (لا أدري إن كانت ساخرة أم جديّة) تقول بأنّني "سأتسفّر" خارج البلاد إن رأى أحد من السلطات تقريري!

أمّا في الطرف الآخر، اللا خوف لأقصى الحدود:
نورا المصري، سيّدة التقيت بها في قلب الحدث، كانت تجلس في مطار الشارقة تنتظر جواز سفرها الضائع و تقسم أنها حال ما تحصل عليه ستحجز تذكرة و تعود إلى حلب. حدّثتنا نورا عن كلّ ما في قلبها حتى أنها خرجت عن الموضوع قليلا نظرا لقهرها من الحال.
لكن.. هل لاحظتم بأنها تلبس النظارات الشمسية و هي داخل المطار...؟

في مثل هذه الحال، و في تقرير كهذا لا يعرض إلّا حقيقة تعتبر معلومة عامة لمن  يقطن في الإمارات، يبقى هناك تفسيرا واحدا لكل أنواع الخوف و هو أن الشعب قد أصبح متأهبا لمواضيع قد لا تغضب السلطات العامة نظرا لشراسة دكتاتورية بعض الأنظمة التي كُشفت على المدى مؤخرا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق