السبت، 27 أبريل 2013

تقرير الوسائط المتعددة - معاناة السوريين ما بين قلمي وعدستي - ميرنا منذر

معاناة السوريين ما بين قلمي وعدستي 

نحن كصحفيين نضطر في بعض الأحيان أن نتجرد من مشاعرنا عندما نكتب عن حدث أو قضية تمسنا بشكل أو بآخر. فكيف إذا كانت هذه القضية، هي قضية الحرب والمعاناة في سوريا. اخترت هذه القضية لتكون موضوعي في مساق الوسائط المتعددة، فقمت بإعداد تقرير صحفي وإذاعي وتلفزيوني عن الموضوع. لم تكن هذه المهمة سهلة، بل كانت من أكبر التحديات التي أقوم بها كصحفية. ورغم أنني لست بعيدة عن الشأن السوري كوني أعمل بقناة تلفزيونية سورية وأواكب الحدث السوري ساعة بساعة، إلا أنني شعرت للمرة الأولى أن مشاعري تتغلب على مسؤوليتي الصحفية، خاصة عندما كنت أرى في التقارير التي أعدها دمعة في عيون طفلة سورية أو أسمع صرخة أم فقدت أبناءها. وعندما كنت أبدأ بالكتابة أشعر بكل حرف أكتبه وأعيش كل كلمة أدونها. لذلك أود أن أشارككم هذه التجربة وأعرّفكم  بأبطال قصصي الذين عشت معهم أحزانهم وأفراحهم وهواجسهم وأمآلهم. عشت حكاياتهم! 


غريب في موطنه

حكاتي الأولى عشت تفاصيلها مع همام البني، الشاب السوري الذي روى لي قصته مع الثورة السورية. حدثني همام عن ذكريات طفولته، ومعاناة ماضيه، وطموحات مستقبله. فهو لم يغادر مدينة حمص في صباح ليلة 14 من نيسان قبل سنتين، حين كانت شوارعها خالية وهواؤها محملاَ برائحة الرصاص، لأنه اختار ذلك. ولكنه غادرها بسبب دموع والدته التي ذرفتها خوفاً عليه من أن يقتل على يد قوات الأمن السوري. همام كان ومازال كغيره من الشباب السوري يبحث عن شيء فقده منذ زمن طويل، يبحث عن الحرية! 


أطفال سوريا.. طفولة مسلوبة 

حكايتي الثانية كانت بطلتها جنى، طفلة في الخامسة من عمرها،  هربت مع عائلتها من سوريا تحت القصف وأتت إلى دبي تاركة وراءها بيتها ومدرستها وأصدقاءها، تاركة طفولتها المسلوبة. كانت جنى بالنسبة لي تجسد معاناة الطفل السوري، معاناة لم يستطع الكبار تحملها فكيف للصغار أن يتحملوها. ورغم أنها مازالت طفلة، إلا أن كلماتها العفوية  والمعبرة جعلتني أعيش معها قصة كل طفل سوري عانى ومازال يعاني جراء الأحداث في سوريا. 

 لقاء جنى كاملا 






بين الإسلاميين والعلمانيين.. ضاعت الثورة السورية  

حكايتي الأخيرة عشتها بين الإسلاميين والعلمانيين الذين يختلفون على طابع الثورة السورية. فبعد بحث معمق قمت به عن الموضوع، وجدت أن هنالك العديد من العوامل التي تتحكم بالثورة السورية. وبما لاشك فيه أن الثورة بدأت مدنية طابعها سلمي ولكنها بعد مرور سنتين تحولت إلى ثورة مسلحة طابعها إسلامي. إلتقيت خلال إعدادي التقرير التلفزيوني عن هذا الموضوع بجهاد، وهو إعلامي ذو توجهات إسلامية. جهاد كغيره من الإسلاميين يرى أن الثورة خرجت من المساجد وبالتالي فهي إسلامية وسوف تنتهي هكذا.  أما بالمرصاد فكان له محمد، ناشط سياسي سوري ذو توجهات علمانية، عايش الثورة السورية منذ بدايتها ويرى أن الثورة علمانية لأن الذين خرجوا في بدايتها كانوا شعراء، وفنانين، ومثقفين، وبالتالي لن تفرز هذه الثورة سوى نظاما لبيراليا لأن المجتمع السوري لا يقبل بغير ذلك حسب تعبيره. وما بين رؤية جهاد ومحمد، لا يسعنا سوى الاننتظار لمعرفة ما تحمله الأيام المقبلة للسوريين من مفاجآت.  

 مقابلة محمد حاج بكري كاملة 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق