ما الذي يجعل دبي تنتظر عام٢٠٢٠ بفارغ الصبر؟ - مشروع الوسائط المتعددة

دعوة عامة لسكان دبي لأهم حدث في العالم
 !

لطالما أبهرت دبي العالم بتطورها السريع ومعاييرها العالمية التي تلتزم بها في السباق للحصول على المرتبة الأولى في كل ما تخوضه. أطول برج في العالم، أكبر جزر من صنع الإنسان، أطول خط مترو بدون سائق، والعديد من الأرقام القياسية الأخرى قامت دبي بكسرها. لكن تخيل معرضا عالميا يضم 160 دولة، وبمساحة تتجاوز ال400 هكتارا. تخيل أكثر من أربعين مليون زائر ـ أكثر من زوار بطولة كأس العالم لكرة القدم ـ قادمين من شتى أنحاء العالم بغية زيارة هذا المعرض الذي يستمر لستة أشهر. استضافة معرض كهذا ستكون حلما لأي مدينة، حيث أنه سيعيد رسم ملامحها وسيبرزها بين مدن العالم. وهذا المعرض هو الهدف الجديد لدبي. 

 إنه معرض أكسبو العالمي، الذي يقام مرة كل بضع سنوات منذ  عام1851 في واحدة من دول العالم بعد منافسة حادة بين المدن التي تصل للتصفيات النهائية، ويجمع أهم الشركات، والصناعات، والاختراعات، والشخصيات من كل أنحاء العالم.

وقد قامت دبي بالترشح لاستضافة أكسبو المزمع انعقاده عام 2020، وتتنافس حاليا مع أربعة مدن مرشحة أخرى، وهي ساو باولو في البرازيل، وأيوتثايا في تايلاند، وإزمير في تركيا، ويكاتيرنبرغ في روسيا، والمنافسة شديدة جدا بين المدن المرشحة، والتي تسعى لجمع أفضل مواردها وقدراتها للفوز. 

 

صور تعرض بعضا من تاريخ أكسبو  

أول أكسبو عام  ١٨٥١ - لندن

أكسبو عام ١٨٩٣- شيكاغو 

أكسبو عام ١٩٧٠- أوساكا- اليابان 

أكسبو عام ٢٠١٠ - بكين

 

مدينة ذات مواصفات قياسية



وفي لقاء مصور مع رئيس القسم الاقتصادي في جريدة البيان راشد دبدوب، تحدث عن أهمية أكسبو لدبي والفوائد التي سيجلبها للمدينة. كما تحدث عن المواصفات والمعايير التي تبحث عنها لجنة التحكيم في اختيار المدينة الفائزة في شهر نوفمبر من العام الحالي. وأكد السيد راشد أن موقف دبي قوي جدا للفوز، مشيرا إلى العديد من الميزات التي ستعزز فرص المدينة في الربح 

ومن أهم مقومات دبي، حسب السيد راشد، هي البنية التحتية القوية، من موانئ ومطارات وطرق وفنادق، مما يجعلها مستعدة لاستعياب زوار المعرض ومما يسهل نقل البضائع والمعروضات من وإلى  المدينة، وهذه هي أهم المقومات التي تبحث عنها اللجنة التي ستقرر الفائز بالاستضافة نهاية العام الحالي. أضف إلى ذلك الاستثمارات ورؤوس الأموال التي تجذبها المدينة من كل أنحاء العالم، مما يجعل وضعها الاقتصادي قويا. 

وحسب السيد راشد، فكل سكان دبي سيشعرون بالأثر الإيجابي لأكسبو، فهو سينعش الاقتصاد بشكل كبير وسيخلق العديد من فرص العمل الجدبيدة وسيزيد الطلب في مختلف القطاعات. 

وللمزيد من التفاصيل حول إكسبو، شاهد الفيديو الكامل للمقابة:

 

 

٣٧ مليار دولار من الأرباح... ولكن..!

 وحسب صحيفة  "جلف نيوز"، فمن المتوقع أن يجلب أكسبو لدبي ٣٧ مليار دولار من الأرباح، لكن بتكلفة بناء إجمالية ستصل ل٣٠٫٨٤ مليار درهم. لكن للأسف، الواقع ليس ورديا جدا، فهناك بعض نقاط الضعف التي ستقف في وجه دبي في سعيها للاستضافة. 

التحدي الأكبر في وجه دبي في سبيل الفوز، حسب عميد كلية التجارة في الجامعة الأمريكية في دبي الدكتور محمد بوعلي، هو عقبة التمويل، حيث يضيف الدكتور بوعلي "معرض عملاق مثل أكسبو يحتاج لتمويل هائل لإنجاز المعرض نفسه، ناهيك عن تكاليف البنية التحتية، وسبل المواصلات، والفنادق، وتوفير اليد العاملة، بالإضافة لخدمات أخرى". وقد قدمت دبي مشروع المعرض الذي تنوي بناءه في حال فازت بالإستضافة بكلفة تتراوح ما بين المليارين والأربع مليارات دولار أمريكي. لكن القصة لا تنتهي هنا. فتكاليف الخدمات الأخرى التي ذكرها الدكتور أنفا قد تتجاوز الخمسين مليار دولار حسب موقع ميديست بوست الألكتروني، حيث أضاف الدكتور بوعلي متسائلا "هل يمكن لدبي، التي تتجاوز ديونها المئة وثلاثين مليار دولارـ أي ما يفوق قيمة الناتج المحلي الإجمالي للإمارةـ من تحصيل مبالغ عملاقة للبدء بالمشروع، دون الوقوع في المزيد من الديون والدعاوى القانونية ؟" سؤال كهذا سيكون جوهريا في ذهن لجنة التحكيم في الإختيار بين المدن، فديون دبي ستؤثر على سوق الأسهم العالمي من اليابان شرقا لبريطانيا غربا. أخيرا، أضاف الدكتور"الناتج المحلي الإجمالي لساو باولو، وإزمير، وأيوتثايا يفوق ناتج دبي بكثير، مما يجعل موقف تلك المدن من الناحية الإقتصادية أقوى، فساو باولو مثلا تعتبر خامس أقوى سوق للأسهم في العالم".

وتنوي دبي بناء موقع المعرض، في حال فازت بالاستضافة، في منطقة جبل علي ليغطي ٤٠٠ هكتارا ويصبح بذلك أكبر معرض في العالم. وتكلفة هذا المعرض ستتراوح ما بين مليارين وأربع مليارات دولار أمريكي. 

مخطط معرض أكسبو دبي ٢٠٢٠ في منطقة جبل علي 
 

التحدي الثاني لدبي هو أن البنى التحتية للمدن المنافسة، بالإضافة لمساحاتها الواسعة وتعدادها السكاني الكبير، تعزز موقفها في الفوز. فحجم جميع المدن المنافسة لدبي يبلغ أضعاف حجم دبي، ولها بنى تحتية أقدم وأوسع وأكثر إنتشارا بسبب عقود أو قرون من البناء المستمر. مثلا، في ساو باولو فقط، يوجد 287 دارا للسينما، 181 مسرحا، و81 متنزها لخدمة الزوار والسياح من مرتادي المعرض، في مقابل جزء بسيط من هذه الأرقام في دبي. أضف التعداد السكاني الكثيف لبعض المدن المرشحة والذي يتجاوز تعداد سكان الإمارات كلها، مما سيوفر عددا أكبر من الزوار للمعرض مقارنة بدبي.

ثالثا، جميع المدن التي تتنافس مع دبي تتميز بالتنوع  في المواقع الأثرية والطبيعية أو الحديثة والمتطورة، مما سيجذب الزوار للقدوم إليها أثناء الأكسبو. في المقابل، تفتقر دبي للطبيعة المتنوعة والغابات، أو المواقع التاريخية التي تعود لعصور ما قبل الميلاد مثلا، لأسباب مناخية وجغرافية. أضف جوها الحار والرطب جدا صيفا، والذي سيجعل زيارة المعرض في الأشهر الثاثة الأخيرة له متعبة للزوار مقارنة بالجو الأكثر إعتدالا في المدن الأخرى.  

قارن بين المدن المرشحة للاستضافة. من برأيك لديه أكبر فرصة للفوز؟ 

 

أيوتثايا- ثايلاند

 

إزمير- تركيا

يكاترنبرغ- روسيا

 

ساو باولو- البرازيل

دبي- الإمارات العربية المتحدة 

 

 

؟أصوات من دبي: كيف سأستفيد أنا من أكسبو
 

أكسبو هو ليس مجرد حدث سيفيد دبي كاقتصاد كلي أو سينفع المستثمرين والشركات الكبيرة فقط، فهو حدث  سيمس حياة كل سكان المدينة. أولا، سيكون سببا لخلق الكثير من فرص العمل وتأسيس المزيد من البنى التحتية، وهي تطورات سيتمتع بها سكان المدينة جميعا، بالإضافة لجذب الملايين من السياح والمستثمرين، وزيادة الطلب على مختلف الخدمات والمنتجات، وضخ الأموال في الأسواق المحلية. لهذا، فأكسبو سيكون فرصة إزدهار جديدة للمدينة، وسيكون بمثابة حملة ترويجية عالمية للمدينة ستتغير على أثرها الصورة النمطية المنحازة عن العرب بشكل كبير.

معن يوسف هو رجل أعمال سوري انتقل إلى دبي مؤخرا وأنشأ شركة مختصة في مجال التنسيق ما بين الشركات الأجنبية في عملية التصدير والتوريد التي تحصل في منطقة جبل علي، لكنه يواجه صعوبة في جذب الزبائن لشركته بسبب توجه أغلب المصدرين والموردين في دبي إلى الشركات العالمية ذات الأسماء الكبيرة. بالنسبة لمعن، أكسبو سيشكل الفرصة الذهبية للشركات الصغيرة والمتوسطة لجذب زبائن وعملاء جدد نظرا لازدياد الطلب في جميع القطاعات تحضيرا لأكسبو، وكنتيجة طبيعية لتدفق الاستثمارات ورؤوس الأموال والزوار والسائحين إلى المدينة.  

يروي معن تجربته كرجل أعمال جديد في دبي، وعن توقعاته بخصوص مستقبل الأعمال في ظل أكسبو، في المقابلة المصورة الكاملة في الأسفل

 

 

أخيرا، في كل يوم يمر، يشتد التنافس بين ناطحات سحاب دبي، غابات ساو باولو، آثار أيوتثايا، مصانع إزمير، وشركات يكاتيرنبرغ. كل مدينة لها ما يمزها ويجعلها مرشحا قويا، وستبقى كل منها في تنافس لتظهر أفضل ما عندها حتى إعلان النتائج نهاية العام الحالي، حين يتم إختيار المدينة التي ستكون الأبرز في العالم عام 2020.