الثلاثاء، 30 أبريل 2013

تقرير الوسائط المتعددة: هوس الماركات – مي عبيد



تقرير الوسائط المتعددة: هوس الماركات – مي عبيد

يشتهر طلاب الجامعة الأمريكية في دبي بارتداء الماركات العالمية؛ فهي واحدة من أغلى الجامعات الموجودة في المدينة، وأغلب من يرتاد هذه الجامعة هم طلاب من الطبقة الراقية. ولذلك قمت بعمل أول تقرير لي عن هوس الطلاب بالماركات العالمية.

في مقابلات تقريري الإذاعي والتلفزيوني مررت على العديد من الشخصيات التي تستهلك الماركات في الجامعة، وقد كان فيها المعتدل في استهلاكه والمسرف حد الهوس. قبل البدء بالمقابلات ظننت أنني لن أحصل على معلومات جديدة تدهشني فقد كنت أعلم مسبقاً عن هوس الطلاب بالماركات لكن في مسيرة مقابلاتي اكتشفت العديد من الحقائق الصادمة والتي أثبتت لي أن بعض الطلاب لديهم هوس بالماركات حقاً.

سارة والمبالغ الخيالية

خمسة عشرة ألف درهمًا كان ثمنًا لما ارتدته سارة عيسى إحدى طالبات الجامعة الأمريكية في دبي في مقابلتها الأولى  معي للحديث عن هوسها بالماركات العالمية، ونظراً لوجود خطأ فني تم إعادة التصوير مرة أخرى. و كانت المفاجأة بقدومها هذه المرة بثياب يصل ثمنها إلى اثنان وثمانون ألف درهمًا، أي ما يعادل ثمن إيجار شقة في دبي لمدة سنة كاملة. ذكرت سارة أنها قد نشأت منذ الصغر على استهلاك الماركات. وعلى الرغم من ذلك رفض والديها شراءها للحقيبة التي أرادتها، والتي يبلغ ثمنها سبعة آلاف ومئتان وخمسون درهماً مما دفعها للتوفير من مصروفها اليومي لكي تقتنيها.

أول مقابلة مع سارة:


ثاني مقابلة مع سارة :





جوانا و الهوس الستاربكسي

تصل حالات الهوس بالماركات العالمية لدى بعض طلاب الجامعة لتشمل الاهتمام بماركة واسم المقهى الذي يرتادونه، وكثير من الطلاب يفضلون أرتياد مقهى ستاربكس الموجود في الجامعة على الرغم من أن أسعاره أعلى من أسعار نظائره في الجامعة. وعندما قمت بالبحث عن شخص مهووس بستاربكس  البعض عثرت على جوانا جميل والتي نصحني العديد من الناس بأجراء مقابلة معها كونها مهوسة بمقهى ستاربكس. ترتاد جوانا ستاربكس مرة أو مرتين خلال اليوم الواحد. وترى جوانا أن لكوب ستاربكس ملمساً خاصاً، وشكلاً مميزاً مما يشعرها بأنه مكملاً لأناقتها اليومية في دوامها الجامعي. لا تستطيع جوانا قضاء يوم واحد بدون كوب ستاربكس، كونه يلعب دوراً مهما في اعتدال مزاجها. جوانا قالت لي وبكل صراحة أنها مستعدة للتأخر على محاضراتها الجامعية لأحضار كوب ستاربكس لأنها بدونه تشعر وكأنها "مش لابسة بلوزة".
مقابلة جوانا:




بيئة الجامعة تفرض علينا الماركات

في عملية بحثي عن المهوسون بالماركات في الجامعة عثرت على الطالبة ديما أبو سمرة التي لم تكن الماركات من اهتماماتها قبل دخولها الجامعة. لكن اليوم أضحت الماركات العالمية على قائمة أولوياتها والسبب في ذلك هو أجواء الجامعة التي فرضت عليها ذلك لتتمكن من التأقلم مع من حولها. و ضمت سارة صوتها إلى ديما  مؤكدة على أن بعض الطلاب في الجامعة ينظرون نظرة دونية للطالب الذي لا يرتدي الماركات.

مقابلة ديما أبو سمرة:



مقابلة سارة:



الماركات والأفكار

أخر مقابلة لي كانت مع خبيرة التسويق ليلى مشعل والتي أطلعتني على أن السبب وراء الاسراف في الاستهلاك بالماركات في الجامعة الأمريكية في دبي هو وجود هؤلاء الطلاب في مدينة دبي التي تمتلأ أسواقها بمحلات الماركات  التي تتبع استراتيجيات خاصة لجذب المستهلك الذي يحب الأناقة والفخامة من خلال بيعها لبضاعة تروج لأفكار معينة.  فعلى سبيل المثال تجد الماركة الفلانية تقنعك بأنك بشرائك رداءً منها ستصبح أنيقاً  أو جذاباً مما يشجع المستهلك على شراء هذه البضاعة لأنه يريد تبني الفكرة وأظهرها لمن حوله.

مقابلة خبيرة التسويق ليلى مشعل:




نهايةً على الرغم من أنني وجدت الكثير من المعلومات المثيرة للدهشة إلا أن أكثر المعلومات التي علقت في ذهني هي معلومة بيع الأفكار مع البضائع  فقد ولدت هذه المعلومة في ذهني سؤال، هل تستحق تلك الأفكار التي تباع مع الماركات أن يدفع المستهلك تلك الأثمان الباهظة لكي يقتنيها؟ وهل المستهلك عاجز عن عرض أفكاره التي يتبناها بطريقة أخرى أكثر أبداعاً من  شراء الماركات؟ هنا يكمن السؤال ولدى محبي الماركات الإجابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق